وصف جيمي ديتمر، محرر صفحات الرأي في موقع “ #بوليتيكو”، في مقال نشره الجمعة، وضع الرئيس الأمريكي جو #بايدن ومساعديه بأنهم أشبه بمن وقع في حفرة في قصة “أليس في بلاد العجائب”، إذ يتحاورون مع إسرائيليين “لا يعنون ما يقولونه، ولا يقولون ما يقصدونه”.
وأشار ديتمر إلى أن بايدن يسعى إلى الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في #غزة، لكي يحقق ولو بشكل جزئي، مكاسب في صفوف قاعدته الانتخابية قبل #انتخابات_الرئاسة في نوفمبر/تشرين الأول المقبل، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن بايدن لديه “مشكلة كبيرة”، فيما يتعلق بإسرائيل.
ومن ثم قدّم بايدن مقترحًا لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وهو ما يمكن أن ينهي هذه الحرب إذا تم قبوله.
إدارة بايدن كانت مسرعة جدًا
وأضاف ديتمر أنه كان يبدو أن بايدن لديه الأسباب كلها للثقة في هذا المقترح، خاصة وأنه تم تطويره، إلى حد كبير، من جانب إسرائيل. غير أن إدارة بايدن كانت “مسرعة جدًا” في خطوتها، على حد قوله.
ووصف ديتمر مقترح بايدن بأنه “تقريبًا إطار عمل قام بصياغته أعضاء في حكومة الحرب الإسرائيلية، قبل أيام قليلة من الإعلان عنه، ولم تتم مشاركته مع مجلس الوزراء الأوسع”.
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير لموقع “بوليتيكو”، طلب ألا يذكر اسمه، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدّم اعتراضات على المقترح عند مناقشته.
وطبقًا للمسؤول الإسرائيلي فإن نتنياهو أكد بعد خطاب بايدن أن شروط #إسرائيل لوقف الحرب لم تتغير، وهي “تدمير قدرات حماس العسكرية والتنظيمية، وإطلاق سراح كل الرهائن (الأسرى)، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل”.
وردًا على موقف نتنياهو، وجّه بايدن اتهامات إليه بأنه يسعى إلى إطالة أمد #الحرب لتحقيق مكاسب سياسية خاصة، ومنع انهيار الائتلاف الحاكم، بعد أن هدد الجناح اليميني المتشدد فيه بالانسحاب من الحكومة في حال قبول مقترح بايدن.
المعضلة التي يواجهها بايدن
وأوضح ديتمر أبعاد المشكلة التي يواجهها بايدن من جانب الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، ومن العرب الأمريكيين والناخبين من الشباب، الذين يبدون غضبًا شديدًا تجاه الدعم المقدم من واشنطن لإسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة، وما أدى إلى كوارث إنسانية يعاني منها سكان القطاع.
ويخشى بايدن من أن تصاعد غضب كل هذه القطاعات من الناخبين تجاه مساندته لإسرائيل قد يؤدي إلى خسارته الانتخابات الرئاسية المقبلة.
غير أنه على الجانب الآخر، كما أوضح الكاتب، يخشى بايدن من أنه إذا ضغط على إسرائيل، وقام بوقف إرسال الأسلحة إليها، فسوف يثير غضب الناخبين المؤيدين لإسرائيل في صفوف الحزب الديمقراطي.
وأشار الكاتب إلى تعليق دوجلاس شوين، خبير استطلاعات الرأي، الذي قال إن هذه القضية “تؤدي إلى خسارة بايدن لأصوات من اليسار واليمين والوسط. فقط التوصل لوقف دائم لإطلاق النار سيخرجه من هذا المأزق”.
وقال ديتمر إنه نظرًا لأن عيون بايدن ومساعديه معلقة بالانتخابات الرئاسية، فقد “قفزوا بسرعة شديدة للدفع باتفاق لم يكن مكتملًا، ولم يكن مدعومًا من قبل كل أعضاء الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف أن كلًا من الوزيرين المتطرفين، بنسئيل سموترتيش وزير المالية، وإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، قالا بأن القبول بوقف دائم لإطلاق النار الآن في غزة يعني أن “حماس” ستعيد نظيم صفوفها في القطاع.
ويخلص ديتمر إلى أنه، بالنظر إلى الاتفاقات السابقة التي تم طرحها في الأشهر الأخيرة، فإن هذا الاتفاق أيضًا من المحتمل أن يفشل بالنظر إلى رفض إسرائيل قبول وقف دائم للأعمال العدائية في غزة قبل أن تضمن تحقيق أهداف الحرب.