بلدية اربد مشكلة ادارية ام سياسية

#بلدية_اربد مشكلة ادارية ام سياسية / د. #معن_مقابلة

لواء بني عبيد في طريقه للانفصال عن بلدية اربد الكبرى، ليصبح بلدية مستقلة وممكن ان يصبح بلديتين لاتساع اللواء ووجود بلدات كبرى فيه- الحصن ايدون النعيمة الصريح-، وهذا حق لأهل اللواء على اعتبار ان جميع الالوية في المملكة اصبحت بلديات مستقلة، ولكن يحق لنا ان نتساءل لماذا الان؟ بالرغم ان اهل اللواء يطالبون بالانفصال منذ زمن بل انهم اعترضوا على الضم منذ اللحظة الاولى الذي اعلنت فيه الحكومة دمج البلديات سنة ٢٠٠١م، اعتقد ان احد الاهداف في تسريع الضم الان، لقطع الطريق على رئيس البلدية الحالي الدكتور نبيل الكوفحي لتنفيذ بعض المشاريع الكبرى، فقد اعلن عن تسيير قطار يربط اربد بمستشفى الملك المؤسس وجامعة العلوم والتكنولوجيا وغيرها من المشاريع الكبرى التي يفكر في تنفيذها، فمن المعلوم ان لواء بني عبيد يقدم دخلاً كبيراً للبلدية لاتساعه كما قلنا ولوجود منشئات كبرى فيه كمجمع عمان، وجامعة جدارا، والكثير من المدارس الخاصة والدولية، وسوق الخضار المركزي الجديد، والمستشفيين التخصصي وابن النفيس، وغيرها من المؤسسات التي تدر دخلاً كبيراً على البلدية، وانا شخصياً كتبت في اكثر من مرة ان بلدية اربد تمتاز بدخل عالي يستطيع مجلسها البلدي اذا ما ترأسه شخص لديه رؤيا وامكانات ان يجعلها مدينة تنتمي لهذا العصر، وهذا ما قلته لرئيسها السابق المهندس حسين بني هاني-رحمه الله تعالى- خاصة انه يحمل شهادة الهندسة من الجامعات الايطالية وكان من الممكن ان ينقل ما شاهده في المدن الايطالية التاريخية لمدينة اربد.
يحق لنا ان نسأل، هل صدفة ان يكون الدمج سنة ٢٠٠١م عندما كان الدكتور نبيل الكوفحي رئيساً للبلدية وان يتم الفصل عندما عاد الدكتور نبيل رئيساً لها مرة اخرى؟
بالتأكيد- وهذه وجهة نظري- ليست صدفة، فيبدو ما زال هناك “فيتو” على اي شخص منتخب من قبل الشعب في اي موقع ان يقدم مثال ناجح في ادارة مؤسسته، لان نجاحه سيظهر سوءة غيره سواء كان منتخباً وغير منتخب بل ستظهر سوءة التعيين اكثر، ويبدو ان مدينة اربد ستراوح مكانها بإدارة تقليدية بائسة كسائر المدن الاخرى باستثناء عمان والعقبة فالأولى العاصمة والثانية تحتضن الميناء الوحيد للدولة، فنجاح رئيس منتخب فيها بحيث يحولها لمدينة تنتمي لهذا العصر سيؤدي الى تعميم التجربة وسيعزز الثقة بالنظام الديمقراطي، كما سيدعم انصار المطالبين بانتخاب امين عمان وتتوقف الدعوة لتحويل اربد لأمانة كما عمان. اخيراً وليس اخراً؛ يبدو مسألة الاصلاح من الداخل تثبت كل يوم فشلها سواء على مستوى مجلس النواب او الدخول في الوزارات، فهناك الكثير ممن لا نشك بصدق نواياهم حاولوا الاصلاح من الداخل الا انهم اصطدموا بعقبات كبيرة خرجوا بعدها بقناعة انهم كانوا على خطأ في اعتقادهم هذا، فالحل الوحيد هو الضغط بكل الوسائل السلمية للانتقال لنظام ديمقراطي كامل ينبثق عنه مجلس نواب سيد نفسه وبكامل الصلاحيات غير قابل للحل الا بمدده الدستورية تنبثق عنه حكومة ذات ولاية عامة، والشعب الاردني مؤهل لذلك فلديه من الكفاءات التي اثبتت نجاحها في دول الجوار والعالم، وهذا ايضاً رد على رئيس مؤسسة اعمار اربد دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة الذي تقدم باستقالته من المؤسسة احتجاجاً على اهمال المدينة او هكذا يُشاع المُصر على ان مشكلة الدولة ادارية وليست سياسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى