![](https://i0.wp.com/sawaleif.com/wp-content/uploads/2017/01/16144450_1268467593219315_1551729968_n-e1488824737358.jpg?fit=300%2C375&ssl=1)
بلدتي … الى أين !!؟؟
بلدتي لم تكن كمثلها شيء من قبل ومن بعد…
كانت مثل سبأ؛ بلدة طيبة، هواؤها نظيف ورزقها رغيد و اناسها طيبون. فقد كانت تؤتي اكلها كل حين مرتين صبحا وعشيا…الكل يتنعم بنعيمها ويجني من ثمارها… لم يكن فيها للخائن مكان… ولا للمرتشي منزلة … الكل سواسية ومؤتمن… لا فرق بين رئيس ومرؤوس، فالكل يد واحدة لعيش كريم…قلوب رحيمة وعقول رزينة..
لم يكن فيها بعوض وما فوقه، يلسعك ويوقضك من نومك العميق حتى يؤرقك.
ولا ذباب يزعجك بطنينه، بروحاته وجياته، يظهر لك في كل مكان فقط حتى يقززك.
ولا براغيث تمص دمك قطرة تلو قطرة حتى تضعفك وتجعلك هزيلا، لا قوة ولاحيلة لك.
ولا عقارب تتربص لك حتى تتهيأ الفرصة لتلدغك ويتسلل سمها داخل شرايينك وتقتلك.
ولا أفاعي جلدها ناعم، يعجبك منظرها وملمسها وفمها مليء بالسم.
ولا جرذان نتنة مقززة باذيال طويلة ومخالب قوية تخرج ليلا من مخبئها لتسرق وتقضم وتكسر وتخرب.
ولكن عندما كفرت بأنعم الله، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس، بدل الله جنتها بمزرعة.
كثرت فيها الثعالب المكارة والوحوش المفترسة بملابس وجلود مختلفة، والتي لا ترحم هزيلا، ولا ترأف على ضعيفا او مسكينا. تنهش وتغرس مخالبها وتأكل بشراهة ولكنها لا تشبع. فقل الزرع وكثر الهشيم وصعبت المسألة وازدادت الحاجة وكثرت طلبات الهجرة.
بلدتي بأي اسم اناديكي لا يهمني، ارجعي كما كنتي، بلدة طيبة واناس طيبون.