بغداد ماء سلسبيل
نور الجابري
هنا النخيلً
هنا الفرات
و هنا ملائكة الصِحاب
مدينةُ الحزن
و مملكة الدماء
أرضُ الرّيح
مُنشِأة الكتاب
بغداد إمرأة تعرّتّ و استمرت
الف عام بالعذاب
بغداد بائعة الحرير
باتت تفتش عن ثياب
بغداد درب الباحثين عن النهاية
يا أصعب الكلمات ..
يا أجمل اللحظات …و قد تخللها العِتاب
إني رَثيتُكِ كيف ارثي مهجتي
و حبيبتي
و ثورتي
و كيف ابتدأ الخطاب
و كيف اروي ما حَصل
و كيف نَهشتكِ الكلاب
لحبيبتي بغداد وصف مستحيل
لعنقها الطويل الشامخ كالنخيل
لجمال عينيها
لكل ما فيها
لخصرها النحيل
جمالها ك فكرةٍ راسخةٍ
ك فكرةِ الثّأر
لدى إبن القتيّل
تَكبرُ كلّما يَكبُر
و تَعيش بالحزن الدّفين …لآف جيل
بغداد بَعدَكِ لا مدائن
بغداد عشقي صارَ خائن
و بعد جفاف دجلة ..الروح تَصدح بالعويل
يا آخر الثوراتِ أنتِ
مِن بَعدكِ …الكلُّ مهزوم هزيل
يا نجمةَ الدرب
يا أرضَ العِقاب
و يا قصاص الإرث ..كيف نمشي بلا دليل
ألليل قاتم
و أنا عزمت على الرحيل ..
لحبيبتي بغداد الف روايةٍ
و لكل فصل أحرفه
و الحرف ك الدمع يسيل
الروح عطشا …
بغداد ماء سلسبيل
