دردَشة و هـلـوسـة تالي الليل / د. ناصر نايف البزور

دردَشة و هـلـوسـة تالي الليل (65)،
الفالالـنـتـاين بـتـسع قـروش

قد تكون هذه هِي المَرَّة الأولى منذ عقود التي تهِلُّ علينا فيها ذكرى الفالانتاين البهيجة التي طالما ارتبطت بِـفِـرية “رهيجة” في الوعي الجمعي الأردني؛ والشعـب الأردني ينعُم بدرجة كبيرة من الرفاهية التي تتجلى بتوفـر قوت الشعب الأول بلا مُنازع من “البنا+دورة” وهي بسعر “البلاش”؛ ولن أقول بسعر الفجل لأنَّ كيلو الفجل يساوي خمس كيلوات من البندورة هذه الأيام!
لقد اختلط الحابل بالنابل وبات الربط بين كثيرٍ من الأمور لا يخلو من إرهاصات الكوميديا السوداء والتراجوكوميديا الممزوجة بمسرح اللامعقول! فقد ارتبطت ذكرى “استشهاد” القديس فالانتاين باللون الأحمر لرمزيته وعلاقته بأسطورة ذلك القديس وما يُجَسِّدُه دَمُه المسفوح من بواعث للحب والتضحية والعذاب! فباتت شعوب العالم تحتفل بهذه الذكر كُلٌّ على طريقته!
ففي سوريا الجريحة يحتفل السوريون كُلَّ يوم في مشهدٍ تسيل فيه دماء الأبرياء من الأطفال والنساء الأشَدُ حُمرةً من جميع ورود الفالانتاين في العالم والأرخص من الفجل أيّام ما كان الفجل رخيص! دماؤُهم أزهِقَت بطيرانِ الدب الروسي “الأحمر” صاحب “الساحة الحمراء”؛ وسلاح السيِّد حامل لواء المُقاومة وَ وريث دم الحسين “الأحمر”، حسن “نصر إيران” وسط صمتٍ و تواطئٍ عربيٍ شَـغَلَتْ كثيراً من ساستهِ لَـذَّةُ ومجون “الليالي الحمراء”!
أمّا في الأردن، فيحتفلُ قِسمٌ كبيرٌ من الشعب الكحيان بهذه المناسبة بشراء “بُـكَـس” البندورة التي لا تتجاوز الدينار للبُكسة الواحدة “المعَرَّمة” بما يزيدُ عن العشر كيلوات ليُعَوِّضوا أشهر الحرمان عندما وصل فيها سعر الكيلو الواحد قرابة الدينار قبل بضعة شهور، حيثُ كانوا يُعانون ما عاناهُ ذلك القديس من الخّذلان والحرمان!
أمَّا القسم الآخر من شعبنا “البطران” من معشر الحَبّيبة فيحتفي بهذه الذكرى بشراء الورود الحمراء وتبادل القُبل والآهات كما رأينا بالأمس في أحِدِ المولات! وبحسبة بسيطة يُنفق هؤلاء الحالمون حوالي المليوني دينار على شراء الورود، أي ما يُعادل سعر عشرين مليون كيلو بندورة! إي لو سوّيناهم “قلاية بندورة” لَكُنّا دخلنا كتاب “جنس” من أوسع الأبواب!
و ما دامت رمزية اللون الأحمر هي ما يُهِمُّ هؤلاء العُـشاق، فلماذا لا يتهادون حَبّات البندورة بدلاً من الورود؛ فهي رخيصة من جِهة وكذلك عملية ومُفيدة من جِهَةٍ أخرى! عندها كُنّا سنجد جميع أصحاب “بكمات” البندورة يصيحون غَداً: “بتسع قروش يا فالانتاين”!
!!! والله أعلَمُ وَأحْكَم  ‪#‎CriticalThinkingAndReasoningCampaign

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى