بعد 50 عاما .. بطل في معركة الكرامة يشكو الفقر ويناشد

سواليف

تمنى لو أنه استشهد في تلك المعركة، أو حدث أي أمر في زمن البطولات ليرحل هو وتخلد بطولته، ولا يرى الوضع الذي هو عليه اليوم.

أحد أبطال معركة الكرامة أصيب فيها في سبيل النصر، وقدم الغالي والنفيس ليبقى الوطن عصيا على الأعداء واستردادا لكرامة الأمة، بعد هزيمتين كانتا قاصمتين على ظهر العرب.

بعد المعركة وجد نفسه مقعدا إثر إصابته، لكنه لم يستسلم استمر في استثمار أبنائه ليكونوا للوطن من بعده، فعَلًَم بناته الست حتى كبرن وصرن قادرات على الوقوف إلى جانبه ومساندته، إلا أنه لم يتمكن من إيجاد وظيفة حتى لواحدة منهن.

المتقاعد العسكري سلامة العمرو أنهى خدمته العسكرية عام 1977، وبات غير قادر على الحركة إثر إصابته بمعركة الكرامة فصار مقعدا، ويتقاضى تقاعدا شهريا نحو 200 دينار، ويسكن في منزل مستأجر، ورغم ذلك لم يطلب المساعدة أو المعونة المادية.
كل ما يطلبه العمرو من الدولة هو تأمين إحدى بناته الست بوظيفة في القوات المسلحة أو أحد الأجهزة الأمنية تقديرا له ولما قدمه في سبيل الوطن.

ويكافح منذ سنوات ثلاث لضمان وظيفة لإحدى بناته الست، حتى لو باسم مستخدم مدني في إحدى هذه الأجهزة، لضمان مستقبلهن.

بنات العمرو اثنتين منهن خريجات بكالوريوس، وأُخرَتين من حملة الدبلوم، والاثنتين المتبقيات من حملة شهادة الثانوية العامة، يتحسر العمرو لو أنه يمكنه ضمان مستقبل الاثنتين الأخيرتين.

تلقى العمرو الكثير من الوعود منذ 3 سنوات حتى اليوم لتوظيف إحدى بناته في الأجهزة الأمنية، وكانت آخرها قبل عام من اليوم، قيل له انتظر منا هاتفا، فبات ينام ويصحو منتظرا ذلك الهاتف، ولم يفقد أمل أن يرن هاتفه طيلة عام كامل، لكن بلا جدوى.

شدد العمرو بأنه لا يطلب المال، ولا يحتاجه، فهو لا يزال قادرا على تأمين ما يحتاجه، ويصرف على نفسه رغم إصابته، لكنه يخشى غدر الزمان على بناته الست، فقد ذاق طعم الغدر من قبل.

ويستغرب العمرو قائلا: “كيف تحترم الدولة شهدائها في المعارك، ولا تحترم من خلفتهم هذه المعارك أحياء بلا قوة ولا حيلة، فيكون عليهم الدهر ووزر الإصابة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى