سواليف
دفع الفضول زوجا أستراليا، بعد 5 سنوات من الزواج، للبحث عن اسم زوجته الأمريكية على محرك البحث “غوغل”، حيث اكتشف ما لم يكن يتوقعه وهو أن زوجته “قاتلة مهووسة”.
وكان أندرو موراي، ويعمل طباخاً في “كاتومبا” قد تعرف على بروك لين كروز البالغة من العمر 38 عاماً عبر الإنترنت واتفق معها على الزواج، وانتقلت إلى أستراليا في شباط/فبراير من عام 2012.
إلا أنه لاحظ هوسها بعلم الجريمة وقصص القتلة المتسلسلين، وتصرفاتها الغريبة التي أدت إلى إنهاء علاقتهما قبل فترة وجيزة، لكنه وفي انتظار ورقة الطلاق منها بعد أن غادرت إلى الولايات المتحدة، اكتشف ارتباطها بعدة جرائم، وسارع للإبلاغ عنها لدى السلطات الأسترالية والأمريكية بسبب تزويرها لأوراقها الثبوتية.
الجريمة الأحدث
اتهمت كروز، مؤخراً، بارتكاب جريمة قتل مروعة بحق جارتها الحامل وخطف طفلها، واشتبه بعلاقتها بمقتل سافانا جريويند، البالغة من العمر 22 عاماً والتي عثر على جثتها ملفوفة بالبلاستيك في نهر بولاية “مينيسوتا”.
وكان الاكتشاف المروع لجثة جريويند، التي بدت عليها علامات العنف الشديد، قد جاء بعد أيام قليلة من رؤيتها على قيد الحياة لآخر مرة في شقة كروز وزوجها الحالي وليام هوين.
كما تم العثور على طفلها حديث الولادة بصحة جيدة في شقة الزوجين في مدينة “فارغو” في ولاية “داكوتا الشمالية”. ووجهت للزوجين تهمة التآمر لارتكاب جريمتي القتل والاختطاف وتقديم معلومات كاذبة للشرطة.
وكان رد كروز على التهم الموجهة إليها بأنها “غير مذنبة”، وكانت قد صرحت سابقاً للشرطة بأن جريويند قامت بإعطائها الطفل طوعاً بعد أن قالت إنها ساعدتها في إنجابه.
ولكن الزوج هوين، البالغ من العمر 32 عاماً، قال إنه وصل إلى الشقة ليجد الحمام مليئا بالدم وكروز تحمل رضيعاً بين يديها، وتقول له “هذا طفلنا، ونحن عائلة”.
وجاء في وثائق المحكمة بأن هوين اعترف بأنه قام بالتخلص من أكياس القمامة التي تحتوي على المناشف الغارقة بالدماء وحذائه الخاص بعد أن تلوث بالدماء، وألقاها في حاوية القمامة.
ولم تتمكن الشرطة من تحديد الإصابات الدقيقة التي عانت منها جريويند، إلا أنهم قالوا إنها تعرضت لـ”عنف شديد”. واحتلت هذه القضية عناوين الصحف حول العالم.
بعد مغادرة أستراليا
وقبل مقتل جريويند، كانت كروز قد انتقلت من الولايات المتحدة إلى أستراليا للزواج من رجل أسترالي بمنطقة “الجبال الزرقاء” في مقاطعة “نيو ساوث ويلز”، التقت به على موقع للمواعدة عبر الإنترنت.
وكانت هذه هي الرحلة الثالثة التي تزور بها كروز أستراليا بعد زيارات سابقة في 2010 و2011، واستمر الزواج فقط لبضعة أشهر قبل عودتها إلى الولايات المتحدة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2012.
وقال موراي إن علاقتهما انهارت بعدما اكتشف أنها كذبت بشأن ماضيها، بما في ذلك حقيقة أن لديها أطفال وأنها قد تزوجت من قبل، لكن الأمور أخذت منعطفا سيئاً عندما بدأت بتهديده.
وأضاف “لقد كان كل ذلك أكاذيب، كل شيء مبني على الأكاذيب. لم أكن أعرف أنها كانت متزوجة في أمريكا ولم أكن أعرف بأن لديها أطفال، ومن ثم بدأت كل الأمور تتكشف”. وتابع : “قلت لها أريدك أن تعودي إلى وطنك وتكوني أماً لأطفالك”.
وقال إنها كانت مهووسة بالجرائم الحقيقية، ودرست علم النفس والتمريض، كما أن اطروحتها الجامعية كانت عن القتلة السفاحين. وكانت كثيراً ما تقرأ الكتب التي تتحدث عن القتلة المتسلسلين والجرائم الرهيبة.
وأكد موراي بأن كروز أخبرته بأنها أجهضت طفلها في عام 2011، وأصبحت غير قادرة على إنجاب الأطفال نتيجة لذلك. وأضاف: “ولكن مع مرور الوقت أصبحت عدوانية أكثر وأكثر، وعندما طلبت منها العودة إلى بلدها بدأت تتحدث عن زوجها السابق وأشياء أخرى، وبصراحة اعتقدت بأنها قد تحاول الحصول على حضانة الأطفال أو حقوق الزيارة، ومن ثم الهروب عبر حدود الولاية”.
وأوضح: “لقد بدأت تصبح أكثر سوءاً وقالت إن الشرطة تريد التحدث معي”، لذلك ذهبت إلى الشرطة وقدمت لهم نفسي وقلت إنه “لا يوجد لدي شيء لأخفيه”.
وأضاف: “لقد قمت بإخبارهم بكل شيء وأظهرت لهم الرسائل النصية التي قالت فيها إن رجال الشرطة كانوا يبحثون عني، وكنت احتفظ ببعض وثائق هجرتها التي تحتوي على أسمائها المزيفة، وكانت قد استخدمت اسم كروز بعد زواجنا، ولكنه ليس اسمها الحقيقي”.
ومن ثم بدأ موراي، بالنبش في ماضيها، واكتشف بأنها كذبت عليه وأنها توترت كثيراً عندما قام بمواجهتها، وغضبت وقامت بتهديده برجال الشرطة.
حياة مزدوجة
لقد كان من الواضح أنها تعيش حياة مزدوجة، وعندما عادت إلى الولايات المتحدة قال موراي إنه استمر بالحديث معها لمدة أسبوعين، ولكنها أصبحت أكثر عدوانية وعنفاً وأشار أنه فكّر في الانتقال للعيش معها ومنح علاقتهما فرصة ثانية، إلا أنه شعر “بالخزي” عندما قام بوضع اسمها في محرك بحث “غوغل” ليكتشف الاتهامات الموجهة لها.
وأضاف: “بصراحة لا أستطيع أن أصدق ذلك، لقد كنت قلقاً حيال قواها العقلية، ولكني لم أكن أتوقع هذا، لقد أحسست بالصدمة الشديدة، لقد مضى 5 سنوات وحاولت أن أنسى الكثير من الأمور، لكن الكثير من الأشياء عادت للظهور الآن”.
عندما شاهد موراي صورها على الإنترنت، اعتقد بأنها واجهت تهماً للقيادة تحت تأثير الشراب أو المخدرات أو أي جنح “بسيطة” من هذا القبيل.
وكانت كروز قد أخبرته بأنها قامت بإرسال أوراق الطلاق، ولكنها لم تصل أبداً، فقام بمراجعة دائرة الشؤون المدنية وقام بإبطال الزواج. وعلل ذلك بقوله: “لقد كان زواجاً غير قانوني، لأن أسمها لم يكن كروز وهي قامت بتزييف أوراق الهجرة”. وبعد مغادرتها لأستراليا بقي موراي يشعر بالقلق إزاء سلوكها غير السوي فقام بالاتصال بالشرطة في أستراليا وفي “فارغو” في الولايات المتحدة لتنبيههم.
وبيّن: “لقد قمت بالاتصال بالشرطة في ولاية داكوتا الشمالية، ولكنهم لم يهتموا للأمر، كما ذهبت إلى سيدني وتحدثت للشرطة عن المعلومات المزيفة التي قدمتها كروز، وقالوا إنهم سوف يقومون بتسليمها للشرطة الاتحادية”.
ما يكشفه الفضول
إلى ذلك، دفعه الفضول للبحث على “غوغل” وكشف الجرائم المروعة التي اتهمت بها، وقال إن صورة زوجته في واحدة من التقارير الإعلامية، “أنها لا تبدو كما كانت، كان يبدو عليها الاكتئاب وشعرها اشعث، وتختلف كثيراً عن تلك الإنسانة السعيدة الإحتفالية”. وقال موراي إنه يعتقد الآن أنه كان محظوظاً لثقته بإحساسه المشكك فيها”.
وأوضح أنها لم تظهر أي عنف بدني أو تهديد، ومع ذلك فقد أصبحت تهدده بالشرطة والقتل، مشيرا إلى أنه لم يتحدث مع أي من أقاربها وأنها لم تكن على علاقة جيدة مع أسرته.
وفي إحدى مذكراتها القديمة، والتي حصلت عليها مجلة في “فارغو”، كشفت كروز عن ما كانت تفكر فيه بالأيام التي سبقت مجيئها إلى أستراليا، وقالت بأنها اعتقلت فقط لقيامها بمهاجمة زوجها كارل كروز بسكين.
وفي إفادة الزوج بقضية حضانة أطفالهما، قال إنها كثيرا ما كانت تهرب من مشاكلها واستشهد برحلاتها إلى أستراليا كمثال، ولكنها أنكرت أنها فرت إلى “نيو ساوث ويلز” للتهرب من تهمة الاعتداء.
وكتبت في دفتر اليومية، بأنها اتخذت قرار السفر قبل عطلة عيد الميلاد في عام 2011، أي قبل شهر من الهجوم المزعوم.
وقالت في إشارة إلى موراي، “أنا أحب أندرو وهذا سيف ذو حدين، يمكنني أن أوفر حياة أسرية أفضل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في الوقت نفسه، لا يرغب أي منا بالعيش فيها”.
وعلى تقويم حائط تركته في أستراليا كتبت كروز: “أنا أحب أندرو” مع علامة تعجب ورسمة قلب، وإلى جانبه التاريخ الذي خططا فيه لقضاء شهر العسل في “فيجي”.
وعندما عادت كروز إلى “فارجو” بدأت صراعاً لحضانة الأطفال، ومن ثم عادت إلى أستراليا مرة أخرى والتقت بهوين، الذي أدين مؤخرا بتهمت إساءة معاملة وإهمال الأطفال.
ومن بين عشاقها السابقين آرون إدواردز، ولديه طفلة منها انجبتها في عام 1995. ولا تزال تدين له بالآلاف من الدولارات مقابل رعاية الطفل، ولم يكن لديه أي فكرة عن مكان وجودها حتى اعتقالها.
وقال إدواردز لأخبار “news.com.au” وهو يسكن بولاية فلوريدا إنه قد تفاجأ هو وابنته من التهم الموجهة إليها، وأضاف بأنه لا يرغب بالتحدث إليها ولكنه لن يمنع ابنته من ذلك لأنها أمها. مؤكدا لقد اختفت لفترة طويلة، وكان لها اتصال متقطع مع ابنتها على “فيسبوك”، ولكن كان ذلك منذ مدة.