
سواليف – رصد
ما في أنقى من قمر تشرين ، ولا أعتم من غيم كانون … بعد كانون البرد بيهـون …
المربعانية يا بتربـِّع يا بتـقـبـِّع … المربعانية يا شمس تحرق يا مطر يغرق
شهر شباط ما عليه رباط … شباط جر العنزة بالرباط … شباط عدو العجايز
امشي على غيم كانون ولا تمشي على نقا شباط
سعد الذابح : ما بخلي ولا كلب نابح
انتهت المربعانية التي امتدت اربعين يوما امس الخميس ، لتبدأ خمسينية الشتاء والتي تنتهي في الحادي والعشرين من آذار ر، وتقسم إلى أربعة مطالع نجميه أو سعود (جمع سعد) كل سعد 12,5يوم، ( سعد الذابح، سعد بلع ، سعد السعود وسعد الخبايا)، وفيها المستقرضات: أواخر شباط ، وأوائل آذار ومدتها سبعة أيام.
أ . سعد ذابح : من 1 شباط إلى ظهر يوم 12 شباط ، وهي فترة تتسم بالبرد الشديد .
ب . سعد ابلع : من ظهر يوم 12شباط ولغاية ظهر يوم 24من نفس الشهر ، وهو كناية عن الأرض في تلك الفترة ، تبتلع ما يسقط عليها من أمطار نتيجة ابتداء ارتفاع درجة الحرارة.
ج . سعد السعود : من ظهر يوم 24 شباط إلى ظهر8 آذار، حيث تزداد درجة الدفء وتدب الحياة في النباتات، وخلال هذه الفترة تأتي(المستقرضات) وتسمى احيانا ( قران السبيعي )، ومدتها سبعة أيام ، ثلاثة من أواخر شباط وأربعة من أوائل آذار، وتمتاز أحيانا بالمطر الشديد وهبوب الرياح القوية والبرد القارص.
د . سعد الخبايا : من ظهر يوم 8 آذار حتى ظهر يوم 20منه، حيث تنهض الزواحف وذوات الدم البارد التي كانت في فترة السبات الشتوي .
وحسب الفلكيين فقد بدأ اول السعودات ” سعد الذابح ” أمس الخميس ، فما هي حكاية سعد الذابح وما سبب التسمية ؟
كان السفر في الماضي وقبل السيارات والطرق المعبدة والجسور ، يتم على الركايب والإبل وفي طرق موحلة أو صحاري قاحلة ، وكانوا يمتنعون عن السفر في أربعينية الشتاء لخطورتها.
تقول الحكاية : أن شخص (اسمه سعد )عزم على السفر في نهاية الأربعينية ، حاول والديه منعه من السفر خوفا عليه فأبى إلا أن يسافر ، ولما لاحظ أبوه إصراره نصحه أن يتزود بالفراء والحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر، فما سمع نصيحة أبوه ، وكان يظن أن الطقس لن يتغير, بحكم أن الجو في ذلك الوقت كان دافيء.
ركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالا فرأت الغيوم الشمالية فخافت
على ولدها سعد ، وشكت ذلك الى زوجها ، فأجابها بقولة : (إن ذبح سعد سلم وإن لم يذبح هلك) .
وما أن بلغ سعد منتصف الطريق إلى حيث يقصد ، حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطرا وثلجا غزيرا ، فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك, حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارص. لذلك ذبح الناقة فسميي (سعد الذابح( ، وبعد أن احتمى في أحشائها من البرد, دب الجوع في سعد و لم يجد ملجأ سوى أحشاء الناقة للدفء ولحمها للأكل وحفظ الباقي بطمره في الثلج وهكذا كان (سعد البلع )، وما أن انتهت العاصفة وظهرت الشمس حتى خرج سعد فرحا من مخبئه ، وفرحا بكتابة الحياة له من جديد فكان ( سعد السعود ) ، وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة وإخراج زاده من اللحم والذي خبأه بالثلوج وهكذا كان (سعد الخبايا ) والذي يبدأ بعد ان ينتهي سعد الذابح بعد حوالي 11 يوما .