سواليف: غيث التل
رسمت فرقة الكرك للفنون المسرحية والشعبية أجمل اللوحات الفنية الراقصة التي تحاكي قصة القمح والحصاد من خلال عرض اوبريت “مواسم الحصاد” الذي أقيم على خشبات مسرح المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمان.
وأمام حضور غفير قدمت الفرقة عرضاً مبتكراً يروي كل تفاصيل موسم الحصاد ابتداءً من بذر الحبوب وحتى الحصاد مروراً بانقطاع المياه وفرحة المزارعين والأهالي بهطول المطر ليروي مزروعاتهم ويبشرهم بالسقاية.
ولم تقتصر اللوحات المميزة التي عرضتها الفرقة على مواسم الحصاد فقد جسد شباب وشابات المدينة المشاركون بالأوبريت العديد من العادات والتقاليد الراسخة في الوجدان الأردني بشكل عام والكركي خاصة كالعرس الكركي والصلح العشائري وغيرها من الموروث التراثي الذي طالما تغنى به الأردنيون.
لوحات فلكورية ومسرحية مزجت بالجمال والإتقان والإبداع سطرتها فرقة الكرك فكانت ليلة للذكرى حملت معها كل معاني الخير والتفاؤل والمحبة.
لم يكن الحفل عادياً فقد رسمت كل لوحات التراث الأردني بروعة غير مسبوقة قابلها تفاعل كبير من الحضور،
ولم يكن عادياً كذلك لأنه العودة الأولى بعد طول غياب للفرقة دام عشر سنوات فكانت العودة مبهرة متقنة تبشر بفن قادم من تراث أردني يحترم وجدانه ويخاطب عاطفته التي طالما تعلقت بالأرض وما تحمله من خير للبشر.
يذكر ان فرقة الكرك للفنون المسرحية والشعبية تأسست سنة 1994م بهدف جمع الموروث الشعبي الكبير وتفعيله، ثم محاولة التطوير اللازم لهذه الفنون لتواكب الفنون الشعبية الحديثة بواسطة المزج بين الأصالة والمعاصرة مع المحافظة على أصالة الكلمة واللحن ليكون حديثاً مستساغاً للأجيال الجديدة.
وسبق للفرقة ان شاركت في العديد من المهرجانات العالمية والعربية والمحلية كما قدمت العديد من العروض المسرحية التي كان من أهمها مسرحية تخرجنا وطال المشوار ومسرحية أبو خليل.
ومن المتوقع ان يشكل العام 2020 عودة قوية لهذه الفرقة لتعود لاعتلاء خشبات أهم المسارح في الأردن والوطن العربي حاملة معها تراث الأردن تقدمه بصورة تليق به وتناسب مختلف الأجيال.