بعد #ازمة #الفيصلي و #الوحدات: حقائق امام استخدام #الأردنيين و #الفلسطينيين للإنتحار
#فؤاد_البطاينة
أكتب الآن كعربي لا أردني ولا فلسطيني، وأذكر بداية ً أن سايكوسبيكو المعبرة عن ارادة حلفاء الحرب العالمية الأولى عندما قسمت المنطقة تركت الأردن وفلسطين وحدة جغرافية وسكانية واحدة كما كانت. كمساحه لدولة يهودية بموجب وعد بلفور من منطلق الإدعاء الصهيوني بأن الأرضين الأردنية والفلسطينية هي الأراضي المقدسة بالسردية التوراتية وإنها منحة ربهم لهم. ثم بادر المستعمر البريطاني الموكل بتنفيذ الوعد بإقامة إماره في الاردن تحت حكمه وادارته لتذليل الصعوبات والتداعيات السكانية والسياسية لاحتلال اليهود لفلسطين وخدمة المشروع الصهيوني والاستعمار الغربي. ثم ضمه للإحتلال في اللحظة المناسبة. فلم يقيموا الدولة لأهلها ولا لتبقى. فقصة الإقليمية لا أساس سايكوسبيكي لها في فلسطين والأردن.
وبين هلالين. قد يقول قائل أن العالم الرسمي قسم فلسطين بين اليهود والفلسطينيين ووضع حدودا لدولتين وانتهت القصة. وأقول ألم يعترف العالم كله رسميا بما فيه العرب باحتلال وضم اسرائيل لأجزاء من حصة العرب في التقسيم، وأخرها المياه الفلسطينية شمال عكا ا ( حقل كاريش الفلسطيني ). وأليس هناك صمت عالمي على احتلال الضفة والجولان وإقامة السيادة الاسرائيلية عليها ؟. وكذا ستكون السيرورة في الأردن
فبعد استرجاع وديعة الضفة جرى مباشرة استئناف تنفيذ استراتيجية استعادة وديعة الأردن. فالدولة التي نشأت منزوعة الرموز والدلات الوطنية تبعها التوغل بمنع ابراز هوية سياسية اردنية مرتبطة بها، ثم فُتحت أمام كل لاجئي العالم لتذويب طغيان العنصر الأردني فيها ومسح هويتها. واستغلت موازاة تعداد العنصر الفلسطيني للعنصر الأردني لاستخدامات بمنتجات سلبية قاتلة على فلسطين والفلسطينيين وعلى الأردن والأردنيين من حيث خلق بيئة للفتنه المطلوبة والمؤدية لانشغال الطرفين في مسائل تبعدهم عن افتراس فلسطين والأردن.
أمام كل من يعتبر نفسه فلسطيني في الداخل والشتات، وكل من يعتبر نفسه أردني على أرضه، أأكد بالنظرية والممارسة، أن مشروع اسرائيل يقضي أن لا يسود في فلسطين والأردن عنصر وطني سواء كان فلسطينياً أو أردنياً. هذا واضح للجميع في الداخل الفلسطيني، ويجب أن يكون واضحا في الأردن للجميع بأن الأردن كما فلسطين لا سيادة مزمعة عليه في الاستراتيجية الصهيوأمريكية والغرب عامة إلّا لإسرائيل، فما هو إلّا وديعة
ولدى الصهيونية اليهودية سيناريو استراتيجي لتحقيق هذا الغرض يقوم على رفض أي وجود لكيان سياسي فلسطيني في أي مكان في العالم، فهذا يقضم شرعية اسرائيل التي تسعى لحل تاريخي، وعلى وجه الخصوص وكخط داكن الحمرة أن يكون كيان سياسي فلسطيني في الأردن، وهذا ليس لمجرد أنه وديعة مستردة بل كمكان ملاصق لفلسطين يُبقي الذاكرة والقضية الفلسطينية حية نشطة، ويحشد 15 مليون فدائي على الحدود. فليس من فلسطيني يقبل بغير فلسطين وليس من أردني يقبل بأقل من سيادته على أرضه. فالوطن البديل لا وجود له في العقلية الصهيو غربية، إنما هو خدعة توضع أمام الفلسطيني والأردني للفتنة كوسيلة تستخدم من قبل الطرفين حتى الإقتتال للطعن بالهويتين بعيداً عن ما يجري من احتلال لفلسطين، وعن زحف صهيوني قائم في الأردن، وصولاً لتمييع الهوية السياسية الأردنية وغمرها كونها هوية تبدو وهماً مستقرة في العقلية الدولية. والنتيجة حرق الهويتين السياسيتين لصالح الهوية الاسرائيلية
هذا السيناريو وضعه الصهيوني وأسس بنيته التحتية بيده وجعلنا نحن من ننفذه بأيدينا بشتى الأساليب ومثالنا الأخير بأقلمة وعنصرة الرياضة بالفيصلي والوحدات وإثارة الفتنه المباشرة بالشارع وإيصالها لكل بيت مستخدمين كل وسائل الاتصال بعبارات حادة الإسفاف والغباء. وبصمت المثقفين والعقلاء وبتعامل حكومي يتجاهل المعاني الخطيرة على الأمن والاستقرار الداخلي ويتجاهل المعاني السياسية المصيرية التي يؤدي اليها هذا الشحن العاطفي والنفسي في مكانه الخاطئ والمعاكس بين إخوة، وكأن المطلوب حرب أهلية لم يستطع العدو فرضها على شعبنا عام 1970.
ولأصحاب القرار في الأردن أقول، لقد أزلتم الحواجز النفسية مع العدو الصهيوني بينما زرعتم كل الحواجز النفسية بين شعب واحد في الدولة على كل صعيد، وعالجتم بالقوانين المفروضة كل معيقات إشهار الهوية الأردنية هنا والهوية الفلسطينية هنا وهناك، وعالجتم بالقوانين المفروضة كل معيقات تنفيذ النهج السياسي الغادر بوطننا الأردني ودولتنا، وماضون بذات السياسة في فلسطين. فكيف نصدق عجزكم عن معالجة سرطان ناديين رياضيين مخترقين يجران شعبنا الى شعبين عدوين وربما لحرب أهلية. أليس قتلهما على الورق بلا دم خير من صنع عداوة تقتل الأردن وفلسطين.
اللعبة ما كانت يوماً إلّا مكشوفة. وعلى الشعب الأردني بمكونيه، وكل فلسطيني وأردني على هذه المعمورة أن يعلموا بأن هناك أياد خفية في كل موقع تستهدفهم على الأرض الأردنية على خلفية ما جاء بالمقال، وأن يبادروا بأنفسهم لاستلهام الوعي وإشاعته، وإزالة كل الحواجز النفسية بيننا والتوحد من أجل سلامتنا وإنقاذ فلسطين والأردن.
كاتب وباحث اردني