بعد أن عجز عن ضرب #المقاومة_الفلسطينية #الاحتلال يقتل المدنيين بلا أخلاق
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
ما زالت ردة فعل جيش الاحتلال على عملية “طوفان الأقصى” عشوائية تدميرية تعتمد على قصف بيوت المدنيين في مدينة غزة مبررة ذلك بقصف مواقع المقاومة الفلسطينية رغم أنه لم يسجل وقوع ضحاياً من رجالات المقاومة، والكاميرات توثق سقوط المدنيين العزل خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن وكذلك تم قصف سيارات الإسعاف والمساجد والمستشفيات لتسجيل أكبر عدد من الضحايا في مشهد مؤلم يؤكد انعدام الجانب الأخلاقي في الفكر الصهيوني وكذلك العالم الغربي الذي يوفر له الغطاء لفعل ذلك.
يعاني القطاع الصحي في غزة جراء كثافة الإصابات التي تحدث نتيجة لقصف دبابات جيش الاحتلال التي دمرت بيوت المواطنين وأبادت وجود عائلات بأكملها، ويحدث ذلك بتغطية من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
هذا الفعل غير الإخلاقي الذي قامت به قوات الاحتلال في كل حروبها السابقة على قطاع غزة وتستمر بفعله في هذه العملية يؤكد عدم قدرتها على ضرب القوة العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية، وفي جميع الحروب السابقة لم تنجح القوة العسكرية الصهيونية في منع تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية حتى بلغت ذروتها ونفذت عملية “طوفان الأقصى”.
وتستهدف قوات الاحتلال من خلال قصفها مناطق مدنية إلى قتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني بشكل عام وتأليب الرأي العام ضد المقاومة، وكذلك محاولة إعادة كسب الشعبية في المجتمع الصهيوني بعد الهزة العنيفة الناتجة عن نجاح المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، وهذا هو الشكل التقليدي لفعل وردة فعل الاحتلال وهي تؤكد عجز الاحتلال على التعامل مع الأجيال الفلسطينية الجديدة التي لا تزيدها جرائم الاحتلال إلى زيادة في إيمانها بحقها في تحرير فلسطين.
ونظراً لعجز المجتمع الدولي أمام غطرسة الاحتلال بل وانحياز الدول الكبرى لصالح الكيان الصهيوني فقد أعلنت المقاومة الفلسطينية عن قرارها بإعدام رهينة مقابل كل استهداف لقطاع غزة دون إنذار مسبق، وما كان لهذا القرار أن يصدر إلا وقد نفذ صبر المقاومة الفلسطينية على فذارة ردة فعل جيش الاحتلال في قصفه مواقع مدنية وسقوط العديد من الشهداء الأبرياء ممن ليس لهم دور في هذه العمليه.
لا شك بأن الاحتلال منذ نشأته لم يعمل وفق أي نظام أخلاقي، بل كان على الدوام يعتمد على سياسات قتل المدنيين العزل ومن ثم تهجير الأبرياء الفلسطينيين لكي يتم توطين المستوطنين مكانهم، ولتحقيق أهدافه فقد ارتكب العديد من المجازر في تاريخه، ولم يعتمد على مبررات في ارتكاب المجازر ولذلك فإن ردة فعله الحالية على عملية “طوفان الأقصى” كان من الممكن أن تحدث دون حدوث عملية الطوفان، وقد شاهد العالم ما فعله أحد جنود الاحتلال في الاعتداء ومن ثم سحل سيدة فلسطينية جاءت فقط من أجل الصلاة في المسجد الأقصى، فهذا الاحتلال القذر لا يمكن أن يفهم إلا لغة القوة من أجل مواجهته ووضع حد لغطرسته.
لا يمكن تقبل استمرار الصمت العربي الرسمي باستثناء بينات الشجب والاستنكار، فمن يتم قتلهم بشكل جماعي في غزة يوميا بقنابل دبابات جيش الاحتلال هم أبناء جلدتنا ونشترك معه في المصير ولذلك فإن من الواجب عدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار بل والانتقال إلى العمل على الاستفادة من علاقاتها الدولية من أجل وقف هذه المجزرة، وأول هذه الأوراق هي اتفاقيات التطبيع التي إن لم يتم استخدامها في إيقاف هذه المجازر فمتى يتم استخدامها؟ وهنا نستذكر الموقف التاريخي للراحل الحسين بن طلال عندما جعل اتفاقية وادي عربه في كفه وإنقاذ حياة خالد مشعل في كفه وهو ما نجح فيه، ليس ذلك فحسب، بل ونجح في الإفراج عن الأب الروحي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد أحمد ياسين عام 1997
لن يتوقف الفلسطيني عن المقاومة مهما كانت نتيجة الحرب القذرة التي يشنها الاحتلال حاليا على قطاع غزة بل وستخرج أجيال جديدة من وسط هذا الركام ويفعل أكثر بكثير مما حصل في “طوفان الأقصى” ونؤمن تماما بأن الاحتلال الصهيوني إلى زوال وما تمدده في المنطقة إلا وسيلة الفضاء عليه.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com