بشكير العرس ودفاع الرزاز..

بشكير العرس ودفاع الرزاز..
قاسم الزعبي

عندما كانت القرى تقيم الأعراس.. كان يسبق الزفاف بيوم سهرة(تعليلة).. وكنت أحرص على حضورها ففيها يجتمع الاحباء والشباب والاخلان..

على صخب الة المجوز وايقاع الدربكة(الطبلة) وصيحات قائد الدبكة بأن يحافظ الدبيكة على الاتزان والسير عخطوط النمل… كنت أستعير نظراتي نجو شخص واحد فقط… فلا هو بقائد دبكة.. ولا عازف مجوز ولا هو العريس… إنه شخصية تتواجد في كل السهرات تقريبا…

هذه الشخصية تتمثل بشاب تعرف سيماه من بشكير معقود يلوح به في وسط الدبكة… وان سألت نفسك ماذلك بيمينه… فتجيب نفسك من خلال متابعته.. فهو يهش على الصغار به ليخرجهم من ساحة الدبكة… وبه يمسح عرق (القايد) وبه يلوح بشدة مع تمايل الرأس إذا اتقن عازف المجوز أغنية ميحد حمد(خمس الحواس سائلني)….

كنت أظن أن صاحب البشكير هو الأعلى شأنا في العرس… وهو الذي يعطي التعليمات لصبابي الشاي وموزعيه… وهو المخول بالدخول لساحة النسوان.. وهو الذي ينظم مداخل العرس ومخارجه… فأعجب بشخصيته أيما إعجاب…

ينتهي العرس ونأتي في اليوم التالي للزفة… فأبحث مرة أخرى عن صاحب البشكير كبير المنظمين… راعي الحمى.. دواس الظلمة… الخبير… الفلتة.. الجنية… وبعد ان تقع عيناي عليه تتلاشى كل الظنون والإعجابات بشخصيته….

فإذا الناس أجمعون يلبسون اجمل مالديهم.. ويتعطرون بأفخر أنواع الكولونيا وعطر (لابيدوس) السائد انذاك… الا صاحب البشكير الذي يبدو أشعث أغبر مرهقا… عطره عرق… تلونت ملابسه بلون الغبار… فلا أحد (يكتال بصاعه) ولا هو (ماين عالصغار)… فأحزن أيما حزن عليه..لانه غير محمود ولا مشكور… بعد وجود شاب آخر يمثل القوة الخفية الذي لا يتعب نفسه بل يرمي حمله على صاحب البشكير….

الشاهد بالأمر ياسادة ان الرزاز كصاحب البشكير.. يخدع الناظرين بقوانينه الصارمة وعضلاته الفكرية المفتولة… ثم بعد يومين او ثلاثة تُزور التصاريح وتُخترق قوانين الدفاع وينتشر صبيان الحكومة في الساحات… فلا هو (ماين عليهم) ولا هو يلوح ببشكيره… بل وضع نفسه(بوز مدفع) تماما كصاحب البشكير…فيأخذ سعد وأمجد الصيت… ويبدو هو أغبر السمعة أشعث الفكر…

ملاحظة.. الصورة من فيديو عاليوتيوب من زعبية ساحل العاج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى