بريطانيا.. عنصر الثقة يرجح كفة السعودية على حساب إيران

يغلب طابع الميل لصالح الموقف السعودي على حساب الإيراني على تغطية الإعلام البريطاني للأزمة الحالية بين البلدين على خلفية إعدام رجل دين شيعي سعودي والهجوم على السفارة وقنصلية المملكة في إيران.

ورأت ديلي تيليغراف البريطانية أن عنصر الثقة الذي اكتسبته المملكة من خلال مواقفها وتعاملها مع القضايا الدولية عبر التاريخ هو ما رجح كفة الرياض وفي نفس الوقت ما تفتقر إليه طهران.

وأضافت الصحيفة، الخميس، أنه وفي ظل العلاقات التي أصبحت عدائية مع الأيام بين الرياض وطهران،  الحكومة البريطانية في حيرة من أمرها وإلى أي جانب يجب عليها أن تقف.

وقال الباحث السياسي كوغلي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط:”إنه نظراً للعلاقات طويلة الأمد القائمة بين بريطانيا والسعوديين في مجالات الاستخبارات والتجارة والدفاع، يجب أن تكون الإجابة واضحة بذاتها،  ولكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح الوطنية البريطانية، على حد سواء في الداخل والخارج”،

مقالات ذات صلة

وأضاف أن السعودية، على عكس طهران، كانت إلى جانب بريطانيا طوال الوقت، وأثبتت وجودها مرات عديدة كحليف موثوق به، مشيرا إلى أن الدعم الذي تقدمه السعودية وغيرها من دول الخليج، كان ضخماً وأساسياً في الحفاظ على تدفق إمدادات النفط الحيوية للغرب، بينما ساعدت المخابرات السعودية في إحباط عدد من الاعتداءات الإرهابية في شوارع بريطانيا.

ونبه كوغلي إلى أن لندن لا تستطيع تجاهل السجل الإيراني الذي بحسب وصفه “أسوأ سجل”، ولا يمكن مقارنته بأية دولة أخرى، مستنداً على عدد عمليات الإعدام التي نفذتها طهران في حق مواطنيها وخصوصا الأقليات السنية والذي يتجاوز عدد الحالات في السعودية بمراحل كبيرة.

ويغوص كوغلي عميقاً في الخلافات السعودية الإيرانية وتقاطعاتها خصوصاً الأزمة السورية، لافتاً إلى أن إيران تقاتل على الجانب الخطأ للدفاع عن نظام الأسد بعكس السعودية التي ينسجم موقفها مع الموقف البريطاني حيال الأزمة، ويشير إلى أن إيران أطلقت الأسبوع الماضي تجارب صواريخ باليستية، وصارت تهدد الملاحة والسفن الأمريكية والبريطانية في مضيق هرمز، معلقاً بأن ذلك يدلل على أن الاتفاق النووي لن يقود إلى سياسة مسؤولة من طهران”.

ويضيف كوغلي:”تحسن العلاقات مع إيران دبلوماسياً أمر جيد. ولكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن المصالح البريطانية، ووفقاً للتجارب والمواقف السابقة، فإن الوقوف إلى جانب السعودية هو الخيار المنطقي والأفضل”.

أما صحيفة التايمزفقد ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال مقال للكاتب روجر بويز والذي جاء بعنوان صريح وواضح (السعودية تستحق الثناء لا العقاب)، حيث تساءل الكاتب فيه عما إذا كان إعدام السعودية للشيخ نمر “خطأ” وقع مصادفة، أم هو محاولة مخطط لها من أجل لفت انتباه أمريكا الى أن الاتفاق النووي الذي وقّع مع إيران هو مكافأة لعدوها اللدود.

روجر في مقاله، الذي وجد صدى كبيراً في الأوساط السياسية البريطانية، يقول:”إن السعودية ترى أن إيران تتحداها في باحتها الخلفية وفي نفوذها في المنطقة”.

وينبه روجر إلى نقطة مهمة في سياق جهود بلاده لوقف التسلح النووي محذراً من أن اتباع بريطانيا سياسة ممالأة لإيران من الممكن أن تجر المنطقة إلى سباق تسلح نووي حيث قال :”إن السعوديون يرون إذا كان ردع إيران سيتطلب امتلاك سلاح نووي فليكن ذلك”.

ثم ينقل روجر وجهة نظر المصالح البريطانية ويقول: “إن السعودية استمعت جيدا إلى المطالب الغربية وشكلت تحالفات إسلامية لمكافحة الإرهاب، كما أنها تحاول تشكيل جبهة موحدة من المعارضة السورية لتشارك في حل سياسي لإنهاء الصراع، واصفا هذه التحركات بأنها تصب في مصلحة السلام العالمي واستقرار المنطقة”.

أما بالنسبة لإيران قال روجر:”في المقابل تقوم إيران بتوجيه الشيعة في الدول العربية مثل سوريا والعراق وتدعم حزب الله وتنشر قوات إيرانية للدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد“.

واختتم قائلاً:” إن السعودية ليست ذاك الحليف المثالي، ولكنها العمود الفقري لاستقرار منطقة الشرق الأوسط”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى