مكاتب السياحة : إسرائيل لا تسمح ام استغفال للأردنيين !؟.

مكاتب السياحة : إسرائيل لا تسمح ام استغفال للأردنيين !؟.
طاهر العدوان

ما يحدث في مطار الملكة علياء ( الدولي ) يثير الدهشة الممزوجة بالغضب والحزن معا . وهو يدل ان دل على شئ على غياب التنظيم والرقابة والمساءلة . الضحايا لهذا الغياب هي الأسر الاردنية التي تقرر قضاء إجازاتها في منتجعات تركيا بعد ان غررتها عروض لمكاتب سياحية بالسفر من خلال رحلات ( جارتر ) لشركات بعناوين أردنية ( غير طيران الملكية ).
أول أيام العيد وصل المسافرون إلى المطار على الموعد ، في الساعة الـ 12 لأن موعد الإقلاع في الساعة الثالثة . في تمام الثالثة أعلن على الشاشات بأن الرحلة تأخرت حتى الرابعة والنصف . بعد هذا الانتظار الطويل جلس الركاب في الطائرة ومعظمهم من النساء والأطفال ، ثم انطلقت الطائرة على المدرج لتتوقف فجأة لربع ساعة قبل أن يعلن الكابتن بأن الطائرة ستعود إلى المطار قائلاً بإن ” السبب هو إسرائيل التي لم تمنحه إذنًا بالتحليق فوق أراضيها “. عادت الطائرة لتتوقف أمام مبنى المطار لمدة نصف ساعة والركاب فيها ، بعد مرور هذا الوقت أعلن الكابتن “بأن إذن التحليق فوق إسرائيل جاء ولذلك ستعود الطائرة للاقلاع ” . عادت الطائرة للسير على المدرج ، ثم توقفت لبعض الوقت ، قبل أن يعلن الكابتن مرة أخرى بأن إسرائيل ” لا تسمح ليس لهذه الطائرة فقط ولكن لكل الطائرات المتجهة من عمان بعبور أجوائها”. .
عادت الطائرة مرة أخرى أمام المبنى . بعد وقت من الانتظار تعالى احتجاج الركاب لأنهم ابلغوا بأن عليهم البقاء في الطائرة لأن سلطات مطار عمان لا تسمح أيضًا لهم بالنزول والانتظار في صالات المطار . بقي الركاب لمدة ساعتين ونصف في الطائرة قبل أن تقلع أخيرًا الى أنتاليا .
هذا التأخير تكرر في الايام التالية ، ومن المسافرين من ذكر ان رحلتهم تأخرت ١٢ ساعة .
كلما رويت هذه القصة لأحد الأردنيين أجد عنده قصة مماثلة ، ما يجعلك تكتشف بأن الاردني صبور على الأذى مثل صبر الجمل على العطش ، وهو الأذى الأشد مرارة لأنه يقع عليه في بلده وفي مطارها الدولي ( بالمناسبة رحلات الجارتر نفسها تعود من المطارات التركية إلى عمان في موعدها بالدقيقة والثانية ).
من المسؤول عن مثل هذه المشاكل : هل هي وزارة النقل أم سلطة الطيران المدني أم وزارة السياحة ؟.
ما حدث يستحق إجراء تحقيق فيه لنعرف ان كانت إسرائيل فعلاً لم تسمح للطائرات الأردنية في رحلاتها غير المنظمة وما هي الأسباب ؟. ثم أن كان هذا يحدث للمرة الأولى أم أن السبب هو إجراءات تتحملها شركات الطيران ومكاتب السياحة ؟.
يذهب الأردني إلى مكتب السياحة ويدفع لالاف ثم يطلب منه التوقيع على عقد يسقط فيه حقه باسترداد ما دفع إذا تراجع عن السفر .. قد يكون هذا من حق مكاتب السفر !. لكن أين حق المواطن المادي والمعنوي ( عند مكاتب السفر) عندما يتعرض هو واطفاله ( للمرمطه والحبس ) لساعات في الطائرة ، بينما يحمل بطاقة من هذه المكاتب تخبره بالوقت المحدد لإقلاع طائرته وبالساعة والدقيقة !؟.
من يعوض له خسارة قضاء يوم أو نصف يوم في الفندق في أنتاليا ( بسبب تأخير سفره ) كانت المكاتب السياحة قد أخذت منه تكاليفها مقدماً ؟.
مرة أخرى من المسؤول ؟ . إن كان في هذا البلد مسؤولين عن كرامة المواطن وحماية حقوقه فعليهم أن يوقفوا حالة التعذيب والمهانة القائمة في المطار على يد مكاتب سفر أو شركات طيران لا تعرف كيف تكون منظمة وصادقه ومسؤوله . فإذا كانت الرحلات غير المنتظمة هي بهذا الشكل من السوء فعلى الشركات أن تخبر المواطن سلفاً بما سيلاقيه من عذاب ، أو ان تعمل بصدق ومسؤولية على تنظيم نفسها لأنها إن لم تفعل فهي تسئ لنفسها ولسمعة هذا البلد حتى بين ابنائه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى