بردا وثلجا فسلاما وفرحا..

بردا وثلجا فسلاما وفرحا..

قاسم الزعبي


ولأنني متابع جيد للشأن الأردني شعبويا وحكوميا.. اليوم كنت في غاية السعادة..ذلك لأن الثلج والبرد جلب معه السلام والفرح…
قسما بمن رفع السماء بلا عمد أنام أحيانا وأصحو وكلي تفكير بمتقاعد يركض خلف مسؤول فينهره… او بأرملة تنتخي إعلاميا ف(يبهدلها) أو بمريض (عايف حاله) من مراجعاته الدورية للحصول على إعفاء طبي… فيحرمونه كرها… ويمنون عليه بالاعفاء طوعا… فيصدق كذبة المكارم ويكذب صدق الحقوق…
اليوم.. تابعت القنوات الاردنية ولست متابعا لها خاصة.. ولا للتلفاز عامة.. بحكم العقلية السلطوية لمنذر ابني وسيطرته على التلفاز بغرض اللعب بالبلبيستيشن…
اليوم وبعد كر وفر معه.. اقنعته بأننا سنرى قريتنا (خرجا) خصوصا بعد طول غياب بسبب كورونا… وأقنعته بأن الثلج (صار قَدّه).. فتابعت التلفزيون الرسمي الاردني.. وقناة عمان.. والمملكة… ورؤيا …
شاهدت يا سادة فرحة بالثلج ما رأيتها قبلا… رأيت أبا يصنع لابنه رجل الثلج الذي يشبه كل شيء إلا رجل الثلج… شاهدت شبانا (يدبكون) خلف (اوبل كادت) صفراء فاقع لونها.. بكل سعادة رغم معرفتي بأنهم جمعوا (ثث ليرات) ليضعوا بها البنزين… حتى الحوادث المرورية كانت ذات نكهة فيروزية صباحية… والاطفال الذي قصوا (طشت الحمام) ليصنعوا (زلاجة) يركبونها رغم (طقطة) عظامهم من البرد.. كانوا مصدر إسعاد وأيما إسعاد لي…
اليوم أدركت أن الفرح لم يبرح دواخلنا… وأننا _ رغم قسوة صناع القرار_ قادرون على خلق السعادة…. اليوم رغم برودة الجو التهبت شوقا لصوبة الكاز التي يعلوها خبز(مقحمش).. وشوقا للوالدة وإبريقها الأثري الذي ما زالت تتمسك به وتقول(حيانة) عليه…
ألا يحق لهذا الشعب الصابر أن يفرح جذلا؟ وأن يُحترم إجلالا؟ وأن يصان ولا يُهان؟
اللهم بردا وسلاما على الشعب… وسقيا رحمة إن شاء الله…
ملاحظة.. تحية للجنود المرابطين… ورجال السير.. وعمال الوطن وكل من يقف تحت الثلج محروما من الجلوس حول الصوبة مع أولاه..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى