هل حدث مثل هذا في التاريخ ؟
موسى العدوان
التساؤل الذي يخطر على البال هذه الأيام هو : هل مر في تاريخ العالم مثيل لجائحة كورونا التي نعاني منها اليوم ؟ والجواب نعم.. وابتداء من الصين نفسها كما حدث اليوم، وكما هو مبين في المقال التالي للكاتب عامر سليمان، وأقتبس :
الموت الأسود
” كان طاعون الموت الأسود أخطر كارثة واجهتها البشرية في القرن الرابع عشر، وأكثر الأوبئة فتكاً وقدرة على الانتقال والانتشار، إذ انتقل بسرعة من الصين إلى الهند وآسيا الوسطى حتى اجتاح أوروبا وشمال إفريقيا.
ظهر طاعون “الموت الأسود” عام 1331 في الصين، وانتقل منها إلى آسيا الوسطى وشرق أوروبا والقسطنطينية، ومنها إلى أوروبا والشرق الأوسط.
وبحلول عام 1349 كان “الموت الأسود” قد تفشى في كل دول أوروبا ومدنها، وحصد مئات الآلاف بل الملايين من السكان. وبحلول عام 1351 كان الوباء قد قضى على نحو نصف سكان أوروبا. وتذكر بعض المصادر أن عدد ضحايا الموت الأسود يقدر بـ75 مليوناً إلى 200 مليونا.
وقد تسبب في تغيرات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وفي تغيير التركيبة السكانية في أوروبا، وبخاصة بالنسبة إلى المكون اليهودي. إذ كانت الكثير من بلدان أوروبا التي اجتاحها الطاعون، تقتل السكان اليهود إذا لم يدخلوا في المسيحية، لاعتقادهم بأنهم هم سبب انتشار الطاعون في أوروبا.
كما أدى الموت الأسود إلى اختفاء طبقات اجتماعية كاملة من المجتمع الأوروبي. حاولت بعض الدول مثل إسبانيا وهولندا مواجهة انتشار المرض، وقامت بقطع أي اتصال بينها وبين الدول التي تفشى بها الطاعون، وعلقت عمليات التبادل التجاري معها، وهي خطوة أشبه بقيام الدول في يومنا الحالي بتعليق حركة الطيران من الدول الموبوءة وإليها، ومنع مواطنيها من الدخول إليها.
كما لجأت إيطاليا وبالتحديد في فلورنسا، إلى عزل المصابين في مكان واحد، وحجز السفن القادمة إليها لمدة أربعين يوماً، قبل السماح لها بالرسو في موانئها وإفراغ حمولاتها، في تطبيق أشبه بالحجر الصحي في يومنا هذا. وقد تمكنوا بالفعل من الحد من انتشار المرض إلى حدٍّ ما “. انتهى الاقتباس.
فهل يعيد التاريخ نفسه بجوائحه المؤلمة ؟
التاريخ : 1 / 4 / 2020