باي باي إيران و”مظلوم عبدي”!

#باي_باي #إيران و” #مظلوم_عبدي “!

حوار سمعه د. ماجد توهان الزبيدي

في مشواري الصباحي الباكر  برفقة صغيرتي “رفيف” إلى مدرستها ،كان يسير أمامي رجلان سوريان في طريقهما إلى عملهما ،يتحدثان بصوت مسموع عن كرم الرئيس الأميركي في إستضافته للرئيس التركي قبل بضعة ايام على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما ترأس الأخير الوفد العربي والإسلامي بشأن خطة الأول لوقف حرب إبادة العدو الصهيوني ضد العرب  المدنييين بقطاع غزة!

قال أحد الرجلين للآخر : يارجل :لقد رأى العالم كله على الشاشات كيف لم يحترم  الرئيس ترامب مضيفه الملك البريطاني ويتركه خلفه في مراسم الإستقبال ويتحدث مع رئيس التشريفات ! أرأيت إستعلاءً وعجرفة أكثر من هذا؟

مقالات ذات صلة

رد الآخر :ولكن العالم كله ياصديقي رأى عبر الشاشات  أيضا كيف أن ذلك الرئيس تواضع تواضعا شديدا واظهر كرما وحُسن وفادة عندما سحب كرسي ضيفه الرئيس التركي أثناء قيامه عنه ثم ودّع كل أعضاء الوفد الذي كان بمعيته إلى درجة أن رئيس أعظم دولة في العالم خرج إلى الباب الخارجي يوّدع ضيوفه ،وتواضع كثيراً عندما مد يده للسلام  على مترجمة اللقاء وودعها على الباب الخارجي!

 أجاب السوري الأول:نعم صحيح كل ما تفضلت به !لكن ذلك كما رأى في وقتها كثير من المتابعين من المحللين أن ذلك كان لغزاً من الرئيس الأميركي وأنه  حدث إستثنائي ل يكن من حسن أخلاق الرجل وتربيته السياسية، وهو الذي يوصف، بطغيان المصلحة الآنية والمباشرة وثقافة الصفقات المباشرة!

واضاف الرجل: سرعان ماصدق هؤلاء المحللون في تحليلهم وتأكيدهم لشخصية الرجل التي بات يعرفها المبتدىء في السياسة والتحليل السياسي والضليع فيها في آن!

رد السوري الثاني:كيف تبرهن بطريقة عملية على إستنتاجك؟

رد السوري الأول : “بسيطة وسهلة جدا :توقيع الرئيس التركي على مرسوم رئاسي مُلزم لحكومته بفرض عقوبات على المؤسسات والأشخاص المرتبطين بالبرنامج النووي لشقيقته وجارته المسلمة إيران،وحجز الأرصدة المالية لهم،وفق الأسلوب الأميركي بذلك الصدد”!

صفن السوري الثاني واطلق صافرة مسموعة  بشفتيه مقتنعاً ومستغرباً من رد زميله!

وبينما كان السوري الثاني يواصل التصفير ،عالجه زميله الأول،بإجابة صاعقة ثانية، فوراً:”ولاتنسى القصف الجوي التركي المركز الليلة الماضية على عديد من المواقع العسكرية المرصودة بعناية لقوات” مظلوم عبدي ،” وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ،مما ادى لتقهقرها وخروجها من مناطق كانت تحت سيطرتها!

واصل السوري الثاني تصفيره بوتيرة اعلى ،واضاف إلى حيرته ودهشته من جواب زميله ،بوضع يده على جبينه ،دلالة على الصداع الذي أصاب “مُخيخه” وجبينه معاً من قوة وتركيز رد زميله المُقنع المُفحم! ثم ختم الثاني الحوار عندما وصلا “كازية رمضان”لركوب “باص حوّارة”:”صدق المثل القائل:”مافيش شيء ببلاش ،غير العمى والطراش”!

بدوري ،واصلتُ دربي بمعية صغيرتي “رفيف” لمدرستها ،مناقشاً لها بمسائل إمتحان الرياضيات بعد ساعة ،في صفها الثاني الأساسي ،فإذا بها  ـ والحمد لله ـ حافظة لدرسها ولمسائل الإمتحان ،غير مبالً من جهتي بموضوع حوار الرجلين السوريين ،قبيل  لحظات،ولم اتدخل فيه،بإعتباري رجل مُحايد في مثل تلك المسائل  وأمثالها ،بعد أن رأيت أهل “التسكين” في ” الضاد” من نُخب عربية بارزة من سياسيين وأكاديميين ،قد نالوا كل المناصب والغنائم ،ثم أن الكاتب مُعجب بشاعره  العربي العراقي “معروف بن غنيّ الرصافي” ،وكثيرا ماكان يزور تمثاله بعاصمة الرشيد ،ويطيل النظر له،كلما دلف إلى شارع الرشيد يلتقط الكتب المستعملة  والجديدة المتناثرة على الأرصفة ،بأسعار ” الفجل”، في ضوء هبوط سعر صرف الدينار العراق للحضيض مقابل الدينار او الدولار، جرّاء سياسات الحروب العبثية والخاطئة مع الأشقاء والجيران !!،خلال دراسته الجامعية العليا للماجستير والدكتوراة على نفقته الشخصية،دون مِنّةٍ من دولة أو حزب أو منظمة، وهو من أشد المُعجبين بقول احد أبرز فحول الشعر العربي المعاصر ،عندما يقول”

 يا قوم لا تتكّلموا….إن الكلام محرَّم

ناموا ولا تستيقظوا….ما فاز إلاّ النُوَّم

وتأخّروا عن كل ما…..يَقضي بأن تتقدّموا

ودَعُوا التفهُّم جانباً…..فالخير أن لا تَفهموا

وتَثّبتُّوا في جهلكم….فالشرّ أن تتعلَموا

أما السياسة فاتركوا….أبداً وإلاّ تنموا

إن السياسة سرّها…..لو تعلمون مُطلسَم

وإذا أفَضْتم في المباح….من الحديث فجَمجموا

والعَدلَ لا تتوسَّموا…..والظلمَ لا تتجَّهموا

من شاء منكم أن…..يعيش اليوم وهو مُكرَّم

فَليُمسِ لا سمعٌ ولا….بصر لديه ولا فم

لا يستحق كرامة…إلاّ الأصمّ الأبكم

ودَعُوا السعادة إنما….هي في الحياة توّهُم

فالعيش وهو منّعم…..كالعيش وهو مذمَّم

فارضَوْا بحكم الدهر….مهما كان فيه تحكُّم

وإذا ظُلِمتم فاضحكوا….طرباً ولا تتظلّموا

وإذا أُهِنتم فاشكروا…..وإذا لُطِمتم فابسِموا

إن قيل هذا شهدكم…..مُرّ فقولوا علقم

أو قيل إن نهاركم……ليل فقولوا مُظلم

أو قيل إن ثِمادكم….سَيل فقولوا مُفعَم

أو قيل إن بلادكم……يا قوم سوف تُقسَّم

فتحمدوا وتشكّروا…..وترنّحوا وترنّموا”

:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى