اعترافاتُ مُوَاطنٍ فَاسِدْ

[review]


اعترافاتُ مُوَاطنٍ فَاسِدْ



إسماعيل السعودي

مقالات ذات صلة



هذه القصيد تحيةُ محبةٍ إلى الرائعينْ: الغائب ممدوح عدوان، والحاضر احمد حسن الزعبي.



مُطِيعاً لكلِّ الضَرائِبِ،


ما كانَ منها وما سَيكونْ


مُطِيعاً لكلِّ حُروفِ النِّداءِ


بربطِ الحِزامِ، وشَدِّ الحِجَارةِ


فَوْقَ البُطونْ


مُطِيعاً لصوتِ الحُكومَةِ حَينَ تُنَادِي


بأنَّ البلادَ تَمُرُّ بوقتٍ عَصَيْبٍ


يُحتِّمُ مِنَّا جَميعاَ بأنْ نَتقشَّفَ


نَأْكُلُ ما قَدْ تَبقى بِقَاعِ الصُحُونْ


وليسَ غَريباً عليَّ الإطاعَةُ


ليسَ غَريباً على مَنْ تَعوَّدَ ذُلّي


بأنْ يَسْتَبيحَ نهاري … ويُعلنَ


كلَّ صَباحٍ بأنّيْ مُهمٌ… وأنِّيَ أغْلَى


الكُنوزِ لَدَيْهِ


وكيفَ يوفِّرُ سَعْرَ المَنازلِ دُوني


وكيفَ يَصيرُ غَنيّاً


ويَغْسِلُ دُونَ حِسَابٍ بِلادِي


وارفلُ دَوماً بثوبِ الشَّقَاءِ اللَّعِينْ


مُطِيعاً … مُطِيعاً … أكونْ


مُطِيعاً، لِقِسْطِ العِلاجِ


وقِسْطِ التَّعَلِّمِ .. قِسْطِ الهَواءْ


مُطِيعاً، لبيعِ البِلادِ


ونَهْشِ الجَرادِ .. لرزقِ العِبَادِ


بدونِ حسابٍ، بدونِ حَياءْ


مُطِيعاً أعِيْشُ، مُطِيعاً أمُوتُ


وهذي البِلادُ التي عَاثَ فِيهَا


البُغَاثُ فَسَاداً


وكُنْتُ القَرِيبَ إليها


وَهُمْ يَرْحَلونْ


وَقَدْ تَرَكُوهَا حُطَامَاً


تُكَابِرُ أنْي العدوُّ وغيريْ الأَمِيْنْ


وهذي البِلادُ التي قَدْ وَهَبْتُ


حياتي لها .. حَرَمَتْنِيَ


حَقَّ التَّوجُعِ، حَقَّ التَّحَرُّرِ


حَقَّ الألمْ


سَتطلبُ عَبْرَ أثِيرِ مُذِيعٍ يَبيعُ


عَلينا مَعاني الوَلاءِ


وشَكْلَ الوفَاءِ


يُصادرُ مني جَوازَ السَّفرْ


سَتطلبُ مِنيَ دونَ حَياءٍ


سُجوداً لكِلِّ صَنَمْ


مُطِيعاً وُلَدْتُ،


مُطِيعاً أعِيْشُ،


مُطِيعاً أمُوتُ ….



guefara1981@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى