
دَرْدَشِــة تــالـي الــلـيـل
أبو غـــوش في بلاد الـطـوش…!!!
بِقَلَم الدكــتــور نـاصـر نـايــف الــبـزور
حرمان الجامعة الأردنية لبطل التايكوندو أحمد أبو غوش بسبب “تجاوزه لنسبة الغياب” المسموحة دليل على الخلل الفكري الذي نعيشه! فهذه فضيحة أكاديمية بكل ما تحمله الكلمة من الدلالات و المعاني!
يجب أن نتذكَّر أنّ هناك قبول في الجامعات للمتفوقين رياضياً و فنيّاً- و أرجو أن يشمل الموهوبين علمياً أيضاً! و يجب أن نتذكَّر أنَّ هذا البطل رفع اسم الأردن في المحافل العالمية فيما خفض الكثير من المسؤولين رؤوسنا سياسياً، و اجتماعياً، و اقتصادياً و أكاديمياً و “طَمَّلوا عقالنا”!
و الله لو كان أبو غوش طالباً عندي لمنحته خمسين درجة زيادة فوق تحصيله!!! هذه أمة تحارب التميز و المتميزين!!! لنتذكر يا جماعة كيف كرَّم الله أهل بدر و غفر لهم جميع ذنوبهم… هذه هي فلسفة التميز و تحفيز الإبداع من الناحية الشرعية، و التربوية و الفلسفية المنطقية!!! و هذه هي فلسفتي في الحياة
لو كنتُ مسؤولاً لأمرتُ بإنشاء صالة رياضية و قاعة تدريسية باسم أحمد أبو غوش- لن أقول تمثالاً حتّى لا أستعدي بعض المتشنّجين فكرياً و دينياً- تكريماً له على إنجازاته الباهرة وغير المسبوقة! هذا التكريم و الاستثناء غير مقصود لذاته و إنَّما لرمزيته و تداعياته ليكون نبراساً لأجيال كثيرة قد ماتت فيها روح الإبداع و المبادرة و في زمن تلاطمت به أمواج التطرّف الفكري و الديني و أغرقت في شبابنا فعانينا ما عانيناه من إرهاب و مخدرات و ضياع للطاقات!
الجامعة الأردنية صرحٌ علمي نفتخر به جميعاً لذلك يجب أن تبتعد عن الانزلاق في مثل هذه المهازل؛ و أرجو أن لا تكون هذه الخطوة مقصودة لتشتيت الرأي العام عن مشاكل الجامعة بخصوص مسلسلات “الطوش” و “الهوش” التي عصفت بالجامعة في الآونة الأخيرة، فيصبح أحمد أبو غــوش ضحية في بلاد الطوش! و الله أعلَمُ وَ أحكَم!!!