بالصور .. حلوى الصغار القاتلة تغزو الأسواق

سواليف
هل يُعقلُ أن تسرق الحلوى والسكاكرُ حياةَ أطفال أبرياء وتدمي مُقل أمهاتهم وتوجع قلوب آبائهم!.. للأسف، بعضها يفعل ذلك، أما السبب فلأن هذا البعض من السكاكر الذي تكتظ به العديد من المحال التجارية والبقالات في طول البلاد وعرضها مغلفة بعبوات غير آمنة، أو ممنوع دخولها رسميا، بقرار من المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس، لعدم احتوائها على بطاقة تعريف.
يحدث هذا في ظل غياب الوعي عند الأهالي بمخاطر هذه “العبوات القاتلة” على أطفالهم، و”جشع” تجار يريدون ربحا سريعا، وأيضا في ظل غياب رقابة حكومية، أو تهرب الدوائر المعنية من مسؤوليتها حيث تلقي كل واحدة منها الكرة في ملعب الطرف الآخر.
“عبوات السكاكر القاتلة” تتخفى بأشكال مختلفة تأسر عقول الأطفال بألوانها الزاهية، فمنها ما هو على شكل شريط أدوية، وأخرى على شكل قنابل يدوية، وثالثة على شكل رضاعة أطفال أو لهايّة، وترتفع الخطورة على حياة الأطفال جراء وجود نوع جديد من الشوكولاتة المستوردة على شكل حقنة “إسرنجة” تشكل خطورة مضاعفة على الأطفال، منهم من يحالفه الحظ بسرعة إسعافه وإنقاذه وآخرون يلقون حتفهم اختناقا.
مُعدةُ التحقيق جالتْ على محال في العاصمة عمان ومحافظة البلقاء، وعاينت عشرات من هذه العبوات المخالفة، ورصدت غيابا رقابيا مفترضا للحفاظ على حياة الناس وخاصة الأطفال، وفق ما أكده أطباء ومختصون حمّلوا المؤسسات الحكومية المعنية “المسؤولية المباشرة” عن استمرار وجود مثل تلك العبوات في الأسواق.
الخبير في حقوق الطفل والوقاية من الإصابات والعنف مستشار أول في الطب الشرعي الدكتور هاني جهشان يؤكد أن “الاختناق بسبب بلع جسم غريب سبب شائع للموت في ظروف عرضية عند الأطفال”، مشيرا إلى أن الطفل قد يتعرض لانسداد المسالك الهوائية، وضيق النفس وانخفاض تركيز الأكسجين بالدم وبالتالي موت خلايا الدماغ وخلايا القلب والوفاة.
ويشير جهشان إلى أن من الممكن أن يكون (الجسم الغريب) أجزاء من الطعام، كالمكسرات والبذور، أو عبوات بلاستيكية مرفقة بعبوات الحلوى، أو قطع نقدية، أو أغطية مشروبات غازية، وبطاريات ألعاب صغيرة، ومسامير، وبراغ، وقطع معدنية مغناطيسية”.
ويرى جهشان أن هناك عوامل بيئية وأسرية لها دور بمضاعفة الخطر على الأطفال، إذ أن البيئة التي يعيش بها الطفل وعمره، ومرحلة نموه وتطوره، وظروف الحماية والوعي المتوفر لدى الوالدين جميعها تلعب دورا في حدوث وفيات بين الأطفال.
أطفال تحت مقصلة الاختناق
يطلق أطباء تعاملوا مع أطفال تعرضوا للاختناق جراء عبوات السكاكر المخالفة للمواصفة، صرخة مدوية للتحذير من خطورتها على حياة الأطفال، مشيرين إلى أنهم يقومون يوميا بإسعاف عشرات الحالات جراء الاختناق، محملين تجارا يقومون باستيراد عبوات مخالفة للبلاد دون مطابقاتها للمواصفات والمقاييس المسؤولية كاملة عن حياتهم.
وأشاروا الى ان “جشع تجار” يقف وراء ارتفاع نسبة من يتعرضون للاختناق جراء تلك العبوات، ليبقى مصير حياة الأطفال معلقا بين مطرقة غياب الجهات الرقابية وسندان إهمال الأهل.
إلا أن دخول تلك العبوات المخالفة للبلاد يفتح بابا وأسئلة حول طريقة انسيابها الى المحلات، مثلما يفتح الباب للتساؤل حول سبب غض النظر عن وجودها، وسط دعوات من اطباء وخبراء للحكومة والجهات الرقابية لضرورة تشديد الرقابة على انتشار هذه الأنواع من السكاكر والحلويات والبضائع التي تغرق الأسواق ومنع استيرادها وتوزيعها.
حالات كادت تقتل أطفالا
(الملبسة) التي تأخذ شكل اللهاية كادت أن تودي بحياة ابنة أم أحمد (أربعة أعوام)، إثر تعرضها للاختناق نتيجة انزلاقها كاملة الى حلقها وانسداد مجرى التنفس، بيد أن خبرة أم أحمد بالإسعافات الأولية وكفاءتها بالتعامل مع الحالات الطارئة بحكم عملها كممرضة مكنتها من التعامل مع الموقف وإنقاذ صغيرتها.
شكل عبوة الملبس غير الآمن ليس وحده السبب وإنما أيضا عدم تثبيت قطعة الحلوى بداخلها، وسرعة خروجها من العبوة إلى فم الطفل ومنه الى بلعومه بشكل مفاجئ، لتعبر ام أحمد عن استهجانها لانتشار مثل هذه الأنواع من السكاكر في محال “السوبر ماركت” والبقالات.
لكن “ام خالد” التي فقد طفلها، الذي لم يتجاوز خمسة أعوام من عمره، عينه نتيجة دخول إحدى شفرات المروحية المعلقة على عبوة حلوى اشتراها من “السوبرماركت” المجاور، صبت جام غضبها على ما اعتبرته “إهمال مسؤولين وجشع تجار”، بقولها: “أولادنا بروحوا من بين إيدينا بسبب تجار ما عندهم لا ذمة ولا ضمير، والمسؤولين نايمين”.
نبيل عوض كان له قصة أخرى مع تلك العبوات البلاستيكية من خلال ما تعرض له ابنه (3 أعوام) والذي علقت قطعة قصدير تغلف قرص الشوكولاته بين أسنانه وتسببت بجرح لثته وتورمها، فكانت هذه الحادثة درسا له وبات نبيل من وقتها يتعامل مع تلك الأنواع بحرص أكثر، ودفعته للتفكير مليا بمدى خطورة تلك الانواع على الأطفال، خصوصا إذا تم بلعها.
يقول أطباء: إن وجود عبوات سكاكر على شكل اشرطة ادوية يزيد من نسبة الحوادث لدى الاطفال، حيث يدفع هذا أطفالا لابتلاع أدوية ملونة (كالبروفين) معتقدين انها أقراص حلوى وهو ما يعرضهم للتسمم.
وفي السياق، يستذكر أطباء نداء والدة الطفلة “سيرين” التي لاقت حتفها العام الماضي نتيجة ابتلاعها قطعة بلاستيك من قطعة شوكولاته على شكل “حقن” تباع بالأسواق المحلية قبل وصولها إلى مستشفى الأمير حمزة، وفق أخصائي أول الطب الشرعي في المستشفى الدكتور محمد عدنان عودة.
ومع ذلك، لم تكن فاجعة فقدان سيرين لتشكل رادعا لتجار باتوا يتاجرون بأرواح الأطفال ويعرضون حياتهم للخطر مقابل دنانير أو حتى ملاليم، حيث يؤكد الدكتور عودة لـ “الغد” أن تقرير الطب الشرعي لوفاة الطفلة سيرين أفاد بوجود جسم غريب في المجاري التنفسية وبالتالي انسداد وحجب التنفس، منوها الى أن جهل الأهل في التعامل مع أبنائهم وتأخر أطباء الاختصاص في بعض الأحيان في الوصول للحالة تقلل من فرصة نجاة الأطفال.
غياب الرقابة تهديد لحياة الأطفال
يقول أطباء شرعيون إن حقن الشوكولاتة ليست وحدها التي تهدد حياة الأطفال، ذلك أن الأسواق تعج بألعاب وسكاكر خطرة تحتوي قطعا وأجساما صغيرة، وبلالين قد يبتلعها الطفل وتعرضه للاختناق، داعين الى تكثيف الدور الرقابي لكافة المؤسسات الحكومية باعتبار سلامة أرواح الأطفال مسؤولية الجميع، وهو ما يؤكده الطبيب الشرعي محمد عدنان عودة ويؤيده في ذلك الدكتور جهشان، الذي يشير إلى تسجيل عدة حالات اختناق بسبب ابتلاع اجسام غريبة كجزء من عبوات الحلوى التي تباع للأطفال في دكاكين البقالة و”السوبر ماركت”.
ونوه الى ان اكثرها خطورة على حياة الاطفال أغطية عبوات شوكولاتة على شكل (سرنجات طبية)، اذ يبتلع الطفل الغطاء في غفلة من أمره.
ويعزز أخصائي طب جراحة الأطفال في مستشفى البشير الدكتور علي الشوبكي هذه الشهادات، حيث يكشف عن عشرات من حالات أطفال تصل المستشفى يوميا، ليل ونهار، تعرضوا للاختناق بسبب ابتلاعهم قطعا صغيرة من عبوات السكاكر أو الألعاب المستوردة.
وفي دراسة تقديرية يرصدها الدكتور الشوبكي، فإنه يقدر عدد حالات ابتلاع تلك الانواع والتي تصل سنويا للمستشفى تفوق 250 حالة، وأن كل هذه الحالات تراجع المستشفى على خلفية ابتلاع قطع بلاستيكية، حيث تجرى لهم عمليات تنظير قصبي ومريئي لاستخراج الأجسام الغريبة، مشيرا الى “حالات قليلة تصل المستشفى متوفاة”.
الطبيبان الشوبكي وجهشان يؤكدان أن الرقابة غائبة، ولا يتم الانتباه لمخالفة العبوات التي تغلف السكاكر للمواصفات العالمية والاردنية، وأن دولا عديدة ترفض إدخال تلك الانواع لأسواقها خوفا على حياة الاطفال، مشددين على ضرورة تفعيل الدور الرقابي وعدم السماح لهذه العبوات والألعاب بالتداول في الأسواق.
ويستذكر جهشان تصريحات مؤسسة المواصفات والمقاييس المتعلقة بالمواد المستوردة للأطفال، قائلا: “المؤسسة العامة للغذاء والدواء مسؤولة عن سلامة كل الأطعمة التي يتناولها المواطن بما فيها مثل تلك الانواع”، ومستهجنا في الوقت نفسه استمرار وجود هذه المنتجات في الأسواق دون رقيب أو حسيب.
ويشير جهشان، إلى أن “غالبية وفيات الأطفال ناتجة عن ظروف إهمال، كما هي الوفاة الناتجة عن ابتلاع غطاء محقان الشكولاتة ليست عشوائية بل يمكن الوقاية منها”، رافضا تبرير الناس للوفاة في مثل هذه الحالات بأنها “قضاء وقدر مكتوب” لأن هذا التفسير “يتعارض مع الأدبيات الطبية والعلمية ويشكل انتهاكا واضحا لحقوق الطفل بالحياة وبالصحة وبالحماية”.
لا إحصائيات دقيقة
يستهجن د. جهشان من عدم وجود أعداد واضحة في وزارة الصحة ومركز الطب الشرعي أو مديرية الشرطة حول وفيات الأطفال بظروف عرضية بما في ذلك الوفيات الناتجة عن ابتلاع أجسام غريبة، داعيا الحكومة الى جمع المعلومات حول أنماط وفيات الأطفال عامة، والوفيات بظروف عرضية تحديدا، لوضع استراتيجيات من أجل خفضها، إضافة الى استحداث مديرية متخصصة بوزارة الصحة، كما في دول العالم المتقدم مهمتها الأساسية الوقاية من الإصابات والعنف.
كما دعا الى تصميم برامج توعية للمواطنين حول الظروف التي قد تؤدي لوفيات أطفال نتيجة الإهمال، وأن لا تكون هذه البرامج تطوعية أو على عاتق مؤسسات المجتمع المدني، وإنما في صلب مسؤولية الحكومة لضمان الاستدامة ورصد الأثر الإيجابي.
ويحمِّل جهشان الحكومة المسؤولية المباشرة عن ضمان سلامة الأطفال في كل أماكن تواجدهم، والرقابة على سلامة أغذيتهم بما في ذلك الحلويات التي يبتاعونها من الدكاكين والبقالة، وضمان ديمومة الالتزام بمواصفات ومقاييس آمنة لكل الأطعمة التي يتناولها الأطفال وعدم وجود مخاطر من عبواتها.
وبحسب الطبيب الشرعي عودة فإن تقرير الطب الشرعي يكفل لأهالي الضحايا حق التقاضي، حيث يتم ذكر الحالة بالتفصيل بتقرير الوفاة، مثلما يتم تشريح حالات الوفيات بانسداد المجاري التنفسية أو ابتلاع أجسام غريبة بناء على طلب من دائرة الإدعاء العام لبيان سبب الوفاة، وتكون الشكوى بحسب عودة بعد الانتهاء من تقرير الطب الشرعي الذي تعده لجنة ثلاثية يقوم أحد أعضائها بتقديم شهادته بالتقرير ومحتوياته لدى الجهات القضائية.
مؤسسة الغذاء والدواء تخلي مسؤوليتها
مدير المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور هايل عبيدات أخلا مسؤولية مؤسسته عن الرقابة على مثل تلك الأنواع من العبوات، مبينا أن المشكلة في هذه العبوات ليست في صحة وسلامة تركيبة المادة الغذائية وجودتها وإنما في الشكل الفني لها، مشيرا الى عدم وجود أي دور للمؤسسة في فرض رقابة على المحال التي تبيع هذه المنتجات أو تستوردها وأن دور المؤسسة يقتصر على سلامة المادة الغذائية فحسب، واما غير ذلك فهو من اختصاص المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس.
لكن رئيسة قسم مسح الأسواق في المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس المهندسة وفاء المومني تعيد التأكيد على حرص المؤسسة على تطبيق المواصفة الأردنية على الألعاب المرفقة مع السكاكر، مبينة اقتصار دورها (المؤسسة) على مراقبة هذه الألعاب بكافة أشكالها وليس صحة وسلامة السكاكر، والتعامل مع هذا النوع من المنتجات على أنها مرتفعة الخطورة.
وقالت “يتم تطبيق المواصفة الأردنية على الألعاب التي تتصل في جزء منها مع المادة الغذائية والتي يجب أن لا تحتوي على أجزاء صغيرة تسبب الاختناق للأطفال، أما فيما يتعلق بالألعاب الموجودة داخل المواد الغذائية مثل “الكورن فليكس” والشيبس، فتؤكد المومني ضرورة أن تكون مغلفة بغلاف خاص بها وتحمل تحذيرات على غلاف المادة الغذائية تشير الى وجود لعبة في الداخل بحسب القاعدة الفنية المتبعة في مؤسسة المواصفات والمقاييس، وأن يكون غلاف اللعبة كبيرا بحيث لا يمكن ابتلاعه ولا يسبب الاختناق.
وتنوه الى ان مؤسسة المواصفات تحظر دخول الألعاب التي توضع بالفم سواء أكانت محتوية على سكاكر أم لا، إذ تشترط المؤسسة أن لا تكون صغيرة أو تحتوي على اجزاء صغيرة تسبب الاختناق، لافتة إلى أهمية مراقبة الأهل للطفل اثناء تركيب هذا النوع من الألعاب واللعب بها.
وترد المومني على وجود سكاكر مخالفة للمواصفات في الاسواق موضحة، أن عملية الفحص على أصناف السكاكر التي تدخل أسواق المملكة تكون بشكل عشوائي من خلال عينات، ولكن في حال وجدت سكاكر مخالفة من الشحنة نفسها ولم يتم اكتشافها يتم التخلص منها من خلال برنامج مسح الأسواق والفرق التفتيشية.
مدير مديرية التعرفة والاتفاقيات بالجمارك الاردنية المهندس محمود الرشدان يقول ان تواجد تلك العبوات في الأسواق دون موافقة مؤسسة المواصفات مخالفة صريحة وأمر في غاية الخطورة ويستلزم المتابعة، عازيا احتمالية تواجد تلك الانواع في الاسواق الى أن الفحص الفني لحاويات البضائع التي تدخل المملكة يكون على أساس أخذ عينات عشوائية (ثلاث عينات كحد أعلى)، وفي حال مطابقة العينات للمواصفات والمقاييس يسمح بإدخالها، مشيرا الى عدم إمكانية فحص الحاويات كاملة إلا إذا كان هناك إخبارية أو شبهة في الشحنة، كما يمكن لهذه لعبوات المخالفة الوصول إلى الأسواق من خلال تمريرها بحاويات بضائع مختلفة كالأدوات المنزلية مثلافيكون فحص العينات مقتصرا على هذه المادة ومن ثم تمرير هذه العبوات إلى الأسواق.
وأكد جاهزية الجمارك لتلقي أي بلاغات حول المحال التي تبيع هذا النوع من السكاكر حتى تتمكن الفرق الرقابية من إجراء ضبطيات لتلك المواد ومعرفة كيفية دخولها للأسواق المحلية.
ماذا يقول التجار؟
لم يتوان أمجد – اسم مستعار- صاحب أحد محلات السوبر ماركت المعروفة في العاصمة عمان عن تقديم النصح لمعدة التحقيق بعد شرائها حقن شوكولاتة مستوردة، لافتا انتباهها لخطورتها وأنها غير مناسبة للأطفال الصغار، وبرر سبب بيعه لهذه الحقن (الشوكولاتة) بشهرتها وكثرة تداولها بين الأطفال من عمر 13 عاما.
لكن موزع الجملة عماد الهباشين أكد رفضه لتداول هذا النوع من السكاكر لخطورتها الكبيرة على الأطفال، فضلا عن رداءة جودتها وفق وصفه، قائلا: “هذه السكاكر في العادة تكون من منشأ سيئ السمعة من حيث الجودة كونها رخيصة الثمن ويتم توزيعها وبيعها في المناطق الشعبية للناس الطفرانين بسعر رخيص أيضا”.
وعن سر تواجدها بالأسواق، قال الهباشين “ان كان مسموحا بإدخالها فتلك مصيبة، وإن دخلت بطرق غير شرعية فهذه كارثة”، محملا مؤسستي “الغذاء والدواء” و”المواصفات والمقاييس”، المسؤولية عن دخول مثل هذه السلع للأسواق.
وأشار إلى أن غياب الدور الرقابي يشجع التجار على المتاجرة بأرواح الناس، معتبرا ان الاكتفاء بفحص ثلاث عينات عشوائية من حاوية بضاعة كبيرة أمر ليس منطقيا خاصة عندما يتعلق الأمر بأرواح الأطفال.
من جهته يجدد الناطق الإعلامي لجمعية حماية المستهلك سهم العبادي مطالب الجمعية بتكثيف الرقابة الأولية عبر المعابر الجمركية لتلافي إدخال السكاكر والحلويات التي تؤثر على الأطفال، مؤكدا وجود كميات كبيرة من الحلويات والسكاكر بعبوات مخالفة، أخطرها تلك التي تباع على شكل حقن طبية أو شريط أدوية وغيرها من العبوات التي من شأنها أن تلحق الضرر بالأطفال وتعرض حياتهم للخطر.
ورغم الخطر الحقيقي الذي تشكله تلك العبوات على حياة وصحة الأطفال إلا أن جمعية حماية المستهلك لم ترصد حتى الان أي شكوى من المواطنين بحق التجار والمحال المخالفة.
ماذا بعد؟!
وفاة الطفلة سيرين لم تكن الوحيدة، وإنما هناك عشرات الأطفال عرضة للوفاة ومنهم من يتوفى بالفعل جراء تنصل مسؤولين من مسؤولياتهم وضياع الرقابة بين الجهات المعنية، فالدوائر الرقابية المعنية ما عليها إلا القيام بجولة على الأسواق لبيان حجم المخالفات وحجم العبوات المنتشرة دون رقيب أو حسيب، كما ان الجهات الرقابية في مجلس النواب والأعيان كلجنتي الصحة والبيئة مطالبتان بالوقوف على أسباب غض النظر عن دخول تلك العبوات للبلاد وفتح تحقيق في طريقة الدخول.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى