
باقي خمسة
بعد كوكتيل مرضي مليء (بالتحسس والرشح والتهاب اللوز مخلوط بالتهاب قصبات ) دام قرابة الأسبوع ونصف، شعرت بتحسن فقررت التوجه باكرا للقيام بمشوار كان يجب أن أنهيه منذ مده .
وفعلا خرجت من المنزل وأوقفت تاكسي،عندما ركبت كان السائق كبير بالسن متشبث بالمقود ومبتسم بشكل مبالغ فيه.
كان يضع نشيد موطني،حيث صعدت تماما على مقطع “الشباب لن يكل همه أن يستقل” ..الخ، كنت أريد أخباره أن الشباب كل ومل (وماكل هوا) ولا يريد أن يستقل سوا ماديا،ويرتاح نفسيا،ولكن إحتفظت بهذه الكلمات برأسي وكبحتها عن الخروج من فمي، فلقد كان الرجل مستمتع وتبدو على وجهه ملامح الوطنية الجادة حيث يقوم بهز رأسه موافقا مع كل كلمة من النشيد،.
عندما وصلت للمكان المنشود أخرجت من الجزدان خمسة دنانير ومددها له، فجأة استدار نحوي وكبرت عينه بشكل مبالغ فيه ،ونظر إلي كما لو أنني وجهت صوبه مسدسا،ثم قال بصوت غليظ عالق بأذني للآن (خمسة ماسكة ع الصبح شايفتيني بنك) إستغربت جدا وقلت له (هاي خمسة مش خمسين).
حينها فتح لي محفظتة وتفقد جيب بنطاله وجيبة السيارة واتبعها بصوت عالي بأقسام كثيرة أنه لا يملك (ولا فرنك)،نعم رجل بالستين لايملك شلن في جيبه.
ثم بدأ بشتم الحكومة والمعالي والعطوفة والسعادة وجميع الألقاب التي يمكن أن تخطر على بالكم..قبل أن يدخل بالسياسة أكثر (على الريق)
توجهت لأصرف هذا المبلغ التعجيزي ولكن عندما عدت لأعطيه حقه،قلت له عموما قلال اللي مفلسين ومازالوا يتصبحوا على نشيد موطني ويستمتعون به تفضل عم.
أنفجر ضاحكا وقال لي أنه كان يضع السماعات ويسمع أغنية (الناس الرايقة)
وعاد للشتم مره أخرى..