“باقة رسائل-2022”

#باقة_رسائل-2022″

#مصعب_البدور

ولنهاية العام رسائل يبثها لنا، يذكرنا بما مضى من عمرنا، ويخبرنا أننا نكبر، وأن فريقنا ينقص من أصحاب الحكمة _فكم من عالم صار راحلا، وكم من شيخ صرنا نقول عنه المرحوم_، ويزودنا بالأغرار، يحول بعضنا إلى حكماء ويوقف بعضنا جانبا، يغير في أطباعنا، وطلب إلينا أن نعيد النظر في كل شيء سلوكنا، تفكيرنا، علاقاتنا، وفي نهاية هذه العام أرسل لنا باقة من الرسائل تخص كل واحد منا على الانفراد وتعمّنا مجتمعا؛ فلابد لنا من قراءة واستقراء رسائله بوع وجديّة.

عزيزي الإنسان…

مقالات ذات صلة

إن شدة اقترابك من الأشياء تفقدك وضوح الرؤية، وتفقدك الإحساس بأهميتها، ويحول استثنائيتها إلى اعتيادية.

عزيزي الإنسان…

إن المسافات المدروسة في العلاقات تخلق لك جوا من السلامة النفسية، والأمان العاطفي؛ فلا تسرف في العلاقات، ولا تبذر بالتحامل على نفسك من أجل غيرك، فربما علاقة كحبل المشنقة يلتف حول رقبتك وأنت لا تشعر.

عزيزي الإنسان …

إن المحافظة على العلاقات فن لا يتقنه إلا قليل، فلا بأس بتعلمه، فإذا دخلت بيت صديقة أو قريبك، فاصرف نظرك عن عوراته حفاظا على العلاقة، واكسر انطلاقة عينك بذكر الله، وتذكر أن عبارة ما شاء الله لا قوة تبث الطمأنينة في نفسك وفي نفس سامعك، ووطّن نفسك على حسن القول والسلوك، وتذكر أن احترامك لنفسك يدفعك لاحترام الآخرين، وتذكر أن خسارة المعارف سهلة الحدوث، صعبة الآثار والآلام.

عزيزي الإنسان…

إن سلامة صدرك تجاه الآخرين غاية مرجوة ومطلب ضروري، فإن أصابك شيء من صديق أو قريب، فأخبره ولا تتردد في أن تطلب منه التوضيح، فإن أقصر طريق لحل عوالق العلاقات الحديث مع الطرف الآخر مباشرة، وتذكر أن مناقشة القضية مع أطراف أخرى لا تقدم حلولا، إنما هي زيادة في التوتر.

عزيزي الإنسان…

إن كنت تعاني من مرض الذين وصفوا بالمقولة ” إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض” فإن أفضل ما تقوم به الغياب، فإن غيابك مغنم، وإن حضورك مغرم، وإن اختفاءك راحة للقلب، ووجودك مشقة وتعب، فاكسب بنا أجرا وأرحنا من وجودك.

عزيزي الإنسان …

إننا على أبواب عام جديد، وكلنا أمل أن يبدأ عامنا الجيد بأفضل من سابقه، فكن لنا عونا على ذلك، أعنا على أن نترك الغيبة، فإن حسن السلوك ينفي الغيبة ويقضي عليها، ورحم الله امرَأ جب الغيبة عن نفسه.

عزيزي الفاسد _معذرة لم أستطع أن أقول الإنسان-

إن الوطن لا يفرط به من أجل المال، وإن الشعب هو الوطن، احترامهم واجب، وأمنهم ضرورة، وحياتهم الكريمة هي غاية نهاية ما يسعى إليه أهل الحكم، فلا تضحي بالشعب والوطن من أجل فرد، واحذر كل الحذر من أن تهدم الوطن من أجل جيبك… “يزم مع مين بحكي، ما هم ولا بشوفوا ولا بسمعوا… لا تصيروا مثلهم”

عزيزي المواطن…

“أنت وحدك الوطن”

“أنت وحدك الكلمة”

“أنت وحدك الفعل”

“أنت وحدك الفاعل”

فلا تقبل بأقل من ذلك

“لا تكن مفعولا”

“ولا ردة فعل”

“ولا أنت تكون صدى”

“كن أنت الحنجرة” 

“وكن أنت الصوت”

عزيزي الإنسان….

إن عامنا الحالي يحتضر، ولا بد من مراجعات نقوم بها ونفيد منها، فإياك أن تخرج منه دون أن تقييم تجربتك في عامك المنصرم، وأن تعلم بشكل واضح ما يجب عليك فعله في العام القابل، وإياك أن تسرف في تذكر ما حل بك من مصيبة تكرهها، فقط تناسى الماضي وفكر في القادم من الأيام، وانظر إلى الخطوة القادمة، حتى لا تتعثر.

وليجعل الله نصيبنا في عامنا الراحل المغفرة والقبول، وليجعل الله من عامنا القادم الإنجاز والتوفيق والرحمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى