الحرّة تجوع ولا تكون ظئرا، مهما ادلهمّ #الخطب وتعاظم #الكرب
ليس هناك أقسى وأصعب من شعور الغيورين على أوطانهم، من أن يستمرئ البعض العمل على خلخلة وزعزعة ركائز انتمائهم وموجبات ارتباطهم ورهانهم واعتزازهم بجغرافيا اختاروا أن تكون وطنا، ومع ذلك يتشبثون بتلك الركائز والثوابت ولو كان بهم #خصاصة..
يظنّ بعض المتحذلقين الجالسين في مراكز صنع قرار مختلفة -وهؤلاء حتما منسلخون قيما ومهنيا وأخلاقيا عن سيرورة النشأة والتكوين-، أنهم قادرون على كسر إرادة #الأردنيين_الأوفياء لقيم الدولة، يظنون أنهم قادرون على ليّ ذراع المؤمنين بالوطن، يظنون أن بتر الأطراف المدافعة عن كينونتنا كافٍ لإحداث التحول الذي يشتغلون عليه، يظنّون أن قطعهم للقمم النامية سيمنع نموّ شجرة #الوطن، ويحرموننا من ظلالها الوارفة، يظنّون أن خنقهم لأصوات الأردنيين ومحاصرتهم لمصادر رزق الناس، سيؤدي حتما لإذعان الشرفاء وقهرهم وانقلابهم على قناعاتهم ومبادئهم وثوابتهم الوطنية، لقد بات واضحا أنهم يريدوننا بلا لون ولا طعم ولا هوية ولا معنى، يريدوننا جمهورا من المخدّرين وصفوفا من المستسلمين للأمر الواقع، ومجاميع من حملة المباخر، الذين يباركون #القهر الذي يمارس عليهم بمنتهى السادية.
يفترض هؤلاء أن كلّ #الأصوات و #الأقلام قابلة للاسكات والخنق، يفترضون أن كل اللحم قابل للمضغ حتى لحوم الكواسر التي تأبى أن تكون لقمة سائغة..
لهؤلاء نقول: لقد أثبتت تجارب التاريخ أن الحرّة تجوع ولا تكون ظئرا، مهما ادلهمّ الخطب وتعاظم الكرب..
ما الفرق بين القنص بالرصاص بقصد القتل، وذلك القتل البطيء غير الرحيم الذي يرتكب بهدف الافقار والتجويع وقطع رزق الناس بتقصد جرمي وتلذذ مرضي؟! في الحالتين يريدون أن يقتلوا الأمل وفرص البقاء والحياة الكريمة..
نحن لسنا قطيعا، ونرفض أن نُعامل بهذه الطريقة، فحتى الحيوانات في بلادنا أصيبت بالحمى..
ملاحظة لهذا البعض: هذه توطئة مقتضبة ومرمّزة، علّها توضّح بعض الثوابت، وتكشف العبث واللاجدوى من هذه الممارسات غير المهنية وغير الأخلاقية، ولكن إذا ما استمر هذا العنت، فلا مفرّ من الكتابة بلغة صريحة ومباشرة، سنكتب بلغة لن تراعي إلا حقيقة واحدة فقط، وهي أننا لن نصمت على حربكم المعلنة على قوتنا وقوت أطفالنا..