“باروميتر”الشارع
خاص سواليف
مقال الأحد 18 / 12 / 2022
#الكاتب #الصادق مؤتمنٌ على وطنه ،كالطبيب المؤتمن على صحة المريض، والمحامي المؤتمن على قضية موكله ، والمعلّم المؤتمن على حرفه..عليه أن يكون مرآة الناس و” #باروميتر ” #الشارع ، و”الناقل الوطني” لأصواتهم المتعبة ، وأن يكون صريحاً جريئاً صادقاً في طرحه ونقله ونصيحته ، لا يبتغى منصباً ولا مالاً ولا “طبطبة” على الأكتاف وتدليك فروة الرأس من مسؤول رفيع، غير ذلك فهو مجرّد “رمّام” يبحث عن بقايا البقايا ليعيش ومستعد أن يؤدّي كل الحركات التي يطلبها منه سيّده ..
في دول العالم يكافأ الكاتب الصادق بأن يتركّ حراً مستقلاً يكتب ما يريد دون مضايقة أو تهديد أو وعيد او حتى استقطاب فهو مركز “استشعار” #الشعب وما يدور في خلدهم مكانه مهم ووظيفته غاية في الحساسية .. هنا يحارب ويحاصر و يخوّن ويغرّم ويهدّد وترفع عليه قضايا بالمحاكم وترصد جائزة “مناصبية” لمن يقطع أحباله الصوتية..
**
في عام 2018 اتصل بي مسؤول أمني كبير ،منزعجاً من مقالاتي التي كانت تشير الى الخلل وضيق الناس والجوع الذي لحق بهم واستهتار #الحكومة بمشاعرهم ، وطلب منّي أن أتوقّف عن النقد والملاحظات ، قلت له يا باشا : “اعتبر مقالي تقرير استخباراتي مجّاني لما يدور في صدور الناس وبماذا يتكلّمون، خذوه وحللوه “..”قال بنعرف كلشي”.. ثم قلت له : اعتبر ما أكتبه “دخان” البركان القادم وتداركوا الأمر..فقال لي بالحرف الواحد مستهزئاً : “آه ،بس مش دخّان واحد محشش”..بعد أقل من شهر حدثت احتجاجات الرابع وسقطت حكومة الملقي كادت ان تدخل الدولة في نفق الفوضى “فلم يكن كلامي مجرّد دخان واحد محشّش”…
اسمعونا ، نحن أقرب من الناس اليكم ،وأولى من الناس بكم ، اسمعونا واقبلوا ما نكتب ، وخذوا هذا الشعب على محمل الجدّ..وإياكم الاستخفاف بالناس ومطالب #الناس ومشاعر الناس…أو استخدام التهديد والوعيد أو “الأستذة” بضرورة الصبر على الجوع..لأنهم لن يسمعونكم، لأنهم ببساطة لا يصدّقونكم ..وسيقفزون عن كل الحواجز،أعيدها سيقفزون عن كل الحواجز.. بلا استثناء
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com