باتساع الحدقة فساد وحرمنة !

باتساع الحدقة #فساد وحرمنة !

#بسام_الياسين

 ” قررت #محكمة جنايات الفساد،حبس مفتش رسمي،بإحدى مؤسَّسات الرَّقابة، لمدة سنة وتغريمه 600 دينار بعد ثبوت ارتكابه جرم استثمار وظيفته. الفنتازيا اللا مألوفة، شبهة فساد،تتعلق بصيانة سيارة بمبلغ 170 الف دينار،فيما ثمنها 40 الف دينار. ” ذلك لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم”.

في هذا السياق تطفو من الذاكرة العميقة على السطح،مفردتي #الشلاتي و #السرسري،اللتين يتداولهما العامة.لم اعثر عليهما في قواميس العرب العاربة او البائدة،ولا  حتى في لغات العجم او مصطلحات شكسبير المسرحية.استعنت بطبيب بيطري/ خريج جامعة تركية / تخصص امراض حيوانية سارية.اجاب انهما من مخلفات العهد العثماني،انتشرتا في الاسواق التجارية،ابان هيمنة الاتراك على بلادنا.كلمة ” شلاتي”،تعود الى موظف كانت السلطات العثمانية،تعينّه مراقباً للاسعار،الاوزان،المكاييل،جودة البضاعة.فما كان من التجار،الا ان افسدوه بالرشوة،واغرقوه بالمحرمات، لغض البصرعن بضائعهم المزجاة.

ولما وصلت الامور الى ما لا يُطاق، من #جنون_الاسعار،الغش،تدني جودة البضاعة،اللعب بتاريخ الصلاحية.قام نفرُ من الاهالي، بالشكوى للوالي،وابلغوه بما يحدث في #الاسواق من فظائع لا يقبلها الله في عُلاه.جحظت عينا جناب #الوالي،واستشاط غضباً،ثم ازبد وارعد،وامر بتعيين ” سرسري” لمراقبة “الشلاتي” للوقوف على الحقيقة.ما حدث على ارض الواقع، ان “السرسري”  المكلف بمراقبة “الشلاتي” ومتابعته،تورط هو الاخر الى ذقنه،واصبح اطول يداً من سلفه، لا يُحلل ولا يُحَرّم ” حتى اخذ الناس بالترحم على ايام السرسري قياساً بالشلاتي.هكذا بقيت الدائرة تدور،دون محاكمة للشلاتي ولا مُساءلة للسرسري :ـ و كأن هناك فتوى خفية ” #سرقة #مال_الدولة حلال ” او عادة متوارثة، ” مال الدولة ان لم تستطع ان تسرقه فاحرقة.

ذاكرتنا ليست قصيرة

*** مَنْ يسمعه،يحسب انه أَمام إمام عصره،فريد دهره،نسيج وحده. لم ولن تلد النساء مثله.لمعةِ صلعته،خط حواجبه،مرونة احاديثه.هي ادوات نصبه بها يستدرج، سُذج العامة الى افخاخه.خبيث الطوية،مستقبح السيرة والسريرة،مستقذر الصيرورة،وصاحب دُربة باللعب على نوتة الابجدية.فماذا ترتجي من نرجسي يقدس ذاته ولا يرى غيره الا من خلال مصلحته.شرير بطبعه،لهذا فالحقد ديدنه والمنفعة قبلته.ماء وضووءه مسروق من خط السلطة اما بنزين السلطة فملطوش من الحكومة بطرق جهنمية حتى مكافحة الفساد تعجز عن كشفه.

لبس العمامة والجُبة وادعى الفضيلة لإبعاد #الشبهة،وشد حزام العفة على خصره ليتحصن امام ديوان المحاسبة.ذهب للعمره ليتوب الى ربه، لا ايماناً وخوفا من آخرته بل لاصابته بداء رعاش، ضرب كِلتي يديه ،ففقد القدرة على نشل ما يقع تحت بصره في غفلة ممن حوله.هو ابرز فرسان الظلام،لا يستطيب طعاماً الا من حرام ولا يلبس الا من حرام .السؤال من اعطاه موقعه واطلق يده، و من قدّم الحماية طيلة عمله .

رغم كل البهرجة السطحية،هو دائم الشكوى،بانه مهزوم امام نفسه ومأزوم  من داخله،لدرجة ان استشاري الامراض النفسية،فشل في علاجه من مرضه “جنون السرقة ” وامراض اخرى مخجلة. فيا سبحان الله الذي يرفع من يشاء ويخفض من يشاء. الذي كان :ـ ـ الرجل المعجزة ـ ،هو اليوم يمضغ صمته في وحدته الخانقة وعزلته القاتلة.

تراه كالاموات يحمل وجهاً جنائزياً،يعلك ثنائية الموت والعدم ،الفراغ و اللا معنى.يزداد وضعه سوءاً،كلما سقطت ورقة من رُزنامة عمره،فاعماله السوداء تطاردة كظلة، تضغط صدره،تنخز ضميره.فهل عرفته ؟!.رجل الصدفة السيكوباتي الذي كانت الناس تتقي شره،وتتحاشاه قبل حضوره لان رائحته تسبقه كالحيوان الذي حُرمّ علينا اكله او تربيته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى