عمان – إبراهيم السواعير – تهتم هذه الزاوية الأسبوعيّة بقراءة الأدباء في مادبا، الشباب منهم والروّاد، احتفالاً بتتويجها مدينة للثقافة الأردنية 2012.
في السياق كان هذا اللقاء مع الأديبة الكاتبة عبلة حمارنة من مواليد 1934، جمعت التراث الأردني للكبار ولفئات عمرية أقل، تكتب القصة التراثية، لها باع طويل جداً في عضوية لجان وفي الاتحاد النسائي الأردني. نالت جوائز ولديها إنجازات في جمع الأمثال الشعبية وكثير من المجالات. رئيسة جمعية الشابات المسيحية، اشتغلت بالتدريس 18 عاماً، وفي العمل التطوعي 55 عاماً.
تمّ تكريم عبلة حمارنة!.. المرأة النموذج!.. فيا عَبْلُ؛ مدّينا بذكرياتٍ من ذلك الزمن الأصيل؟!
نحن في بلدنا لا يعرف أحدنا كثيراً عن أحدنا، وحين تم الاحتفاء بي تلفزيونياً كإمراة أردنية عاملة، فرحت بمقدار الجهد الذي كنت قدّمته، ولا أخفيك أنّ برنامجاً عربياً حين يحتفي بالمبدعين الأردنيين هو أمر مفرح، كان ذلك في أواخر العام الماضي.
وعن ذكرياتي أقول إنني عانيت كثيراً في حياتي، في تعليمي الجامعي، وقبل ذلك في مرحلة المدرسة، وعندما أكملت الجامعة كان عمري 60 عاماً، وقد كتبت في كثير من الأجناس الأدبية والفنية، فجمعت ما يزيد على 894 كلمة تراثية من كلماتنا، وقد تعلّمت الطباعة، لأنني من الصعب أن أقع ضحية مكاتب الطباعة (لكل ورقة نصف دينار، وأنا لدي إنجاز غزير)، وعائلتي تتفهم عملي، وأزجي شكري لزوجي الذي وقف معي، حين أكملت التوجيهي بعد 25 سنة من زواجي، فأكملت تأهيلاً تربوياً، والتحقت بالجامعة الأردنية عام 1989، فكرّمتني وزارة التربية والتعليم بتعييني معلمة!.. تلك سنين مضت، وما أجملها من سنين!
متصفّح سيرتك الذّاتية يجد فيها مثابرةً وجهداً، يقف وراءه التصميم، وتفهّم العائلة لكل هذا الإنجاز بين جمع التراث والأغنية وقول الشعر والعمل التطوعي والتعليم والكتابة للطفل؟!.. ضعينا بالصورة.
نعم كتبت الشعر، وأفضّل القصيدة العمودية لأنها سريعة التوصيل، وقد كتبت (على دروب الحياة)، وكتبت قصيدة إثر قصيدة للشاعر حيدر محمود.
وعندي قصائد كثيرة، ولعبت وطربت مع الحروف الهجائية للأطفال، ولدي مخطوطة بعنوان (الطفل زهرة البستان)، كما أنّ لي قصائد في الزجل، وكتبت في مواضيع اجتماعية وجهتها للأطفال حول حوادث المرور والشرطي الصغير.
أجمع التراث الأردني، وألفت كتاب (أغانينا مثل نبع المحبة).. ولدي كثير من الدافعية لإنصاف تراثنا الأردني وفلكلورنا الذي نحب.
أدباء وفنانون ومثقفون من مادبا يؤكدون إخلاصك للأغنية الأردنية، هل هنالك ثمّة صعوبات تواجه الباحث في هذا الموضوع؟!
من ذاكرتي التي هي مصدري الأول في الأغنية، أمد نفسي بالعزم في البحث والتقصّي، وحين يكون الكاتب ابناً لبيئة هذه الأغنية الفلكلورية فإنّ جهده يفرض ذاته، ويجبر الآخرين على احترام هذا الجهد.
في الأعراس كنّا نروح ونجيء وكانت آذاننا موسيقيةً تطرب للوزن و(الرتم) وكنّا نحفظ الأغنية ونرددها ونعرف معانيها، فنشأنا نحب تراثنا وتاريخنا الحافل بالغنى، وحين سرتُ في المشروع كنت أعلم مقدار الفائدة التي ستتحقق عندما أضيف للمكتبة الأردنية والعربية هذا الجهد الذي أنجزته. مع أنني لم أقف عند قول أحدهم: (ديري بالك تنجلطي)، فجمعت الكثير الذي أنا عنه راضية.
ما قصّتك مع مؤسساتنا الوطنية في مشروع طباعة ما قمت بجمعه من هذه الأغنية؟!
نعم!.. أذكر أنني بعد كلّ هذا الجهد، وبعد أن كنت أسجّل الأغنية الأردنية، ذهبت، مثلي مثل كثيرين، إلى أمانة عمان أريد طباعة مخطوط، فـ(وقف ضدّي أحدهم)، وقال إنّ هذا التراث هو لمنطقة معيّنة، فاختصري منه، فحزنتُ وقلت: (مشكور!!!)، وطبعت مخطوطي على حسابي!!
الأغنية الأردنية متجانسة بعمومها، وتستحق الاهتمام، وقد ينظر بعضهم إلى الأسماء وسيلة للتفرقة بين الأغاني، فينسوبونها إلى إقليم معيّن في الشمال والوسط والجنوب، مع أنني وجدت أنّ (يا آبو رشيدة)، على سبيل المثال تغنى في منطقة معينة (يا آبو سلامة)، ومثل ذلك كثير من الأمثلة.
أ.ر
