سواليف
رغم أن رمضان هو الشهر الوحيد خلال العام الذي ينتظره المصريون فرحا بشعائره وطقوسه، إلا أن سلطات الانقلاب العسكري منعت تسعة أشياء كانت تمثل متعة خاصة لديهم.
تراويح بلا صوت
على مدار سنوات طويلة، عاشت القاهرة والمدن والقرى في المحافظات حالة فريدة استقرت في وجدان المصريين، بإقامة صلاة التراويح في رمضان عبر مكبرات الصوت، إلا أن المصريين سيحرمون من تلك الحالة هذا العام بأمر وزارة أوقاف الانقلاب.
وأعلن وكيل الوزارة، جابر طايع، الثلاثاء 16 أيار/ مايو، منع استخدام مكبرات الصوت الخارجية أثناء صلاة التراويح؛ بحجة الشوشرة، وتداخل الأصوات بين المساجد، والتأثير على الطلاب، والمرضى، وكبار السن، والمستشفيات.
رمضان بلا اعتكاف
ورغم أن “الاعتكاف” سنة مؤكدة اعتاد المصريون على ختام شهر رمضان بها، إلا أن وزير أوقاف الانقلاب، مختار جمعة، أكد على جميع المديريات والمفتشين قصر الاعتكاف على المساجد المصرح لها (3453 مسجدا)، ومنع أي مجموعة أو جماعة من تنظيم اعتكاف دون تصريح.
وقال جمعة، بداية أيار/ مايو، إنه لا مجال للاعتكاف هذا العام لغير أئمة الأوقاف والمصرح لهم بأداء الخطبة والدروس الدينية من خريجي الأزهر.
لا حديث في السياسة
وقبل أكثر من شهر على بداية رمضان، أعلن الوزير، جمعة، أنه لن يسمح باستغلال المساجد في السياسة، وأعلنت الوزارة تحديد الخواطر الدينية أثناء صلاة التراويح وعقب الصلوات بسبع دقائق فقط، محذرة من الخروج عن 28 موضوعا أقرتها الوزارة، وهي في الأخلاق الإسلامية فقط.
تواشيح وصلاة الفجر
وعلى مدار 4 سنوات مضت، منعت فيها سلطات الانقلاب إذاعة تواشيح وصلاة الفجر، التي تنقلها إذاعة “القرآن الكريم” من مساجد الجمهورية، تواصل وزارة الأوقاف تنفيذ قرارها هذا العام.
وفي 20 أيلول/ سبتمبر 2014، أعلن محمد عبدالرازق، المتحدث باسم الأوقاف، منع استخدام مكبرات الصوت في صلاة الفجر، والاكتفاء بالأذان، ومنع إقامة الشعائر في المكبرات.
بور سعيد بلا موائد
رغم أنها ظاهرة مصرية، ومن عمق التاريخ الإسلامي، إلا أن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، أصدر الخميس 11 أيار/ مايو، قرارا بمنع إقامة موائد الرحمن في الشوارع.
ويرتاد موائد الرحمن آلاف الفقراء خلال الشهر الكريم، في ظل ما يعانيه المصريون من فقر وضَع 27 في المئة منهم تحت خط الفقر، حيث يعيش 30 مليون مصري بأقل من 1.5 دولار يوميا.
منع أئمة كبار وعلماء مشاهير
واستمرارا لسياسة نظام الانقلاب في منع الخطباء والعلماء، أكد رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، جابر طايع، 6 أيار/ مايو، أن الوزارة لن تسمح للداعية محمد جبريل بصلاة التراويح في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.
وكان قد تم منع جبريل من الإمامة بالمسجد الأشهر بمصر؛ إثر ما أسمته السلطات “الدعاء على الظالمين”، في ليلة القدر 14 تموز/ يوليو 2015، كما تم منعه من السفر.
وفي 10 أيار/ مايو الماضي، منعت وزارة الأوقاف سالم عبدالجليل، وكيلها السابق، من صعود المنبر؛ إثر حديث تلفزيوني أثار الجدل وصف فيه المسيحيين بـ”الكفار”، كما قامت قناة المحور المتعاقدة مع عبدالجليل بإنهاء تعاقدها معه.
كما أحالت الأوقاف الشيخ عبد الله رشدي، خطيب مسجد السيدة نفيسة، 12 أيار/ مايو، بسبب تعليقه على قضية تكفير المسيحيين، والتي عزل بسببها سالم عبدالجليل.
كما يأتي رمضان 2017 بلا حضور إعلامي للشيخ عبدالله نصر، الشهير بـ”ميزو”، والذي كان قد ادعى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 بأنه المهدي المنتظر، وأقيمت ضده دعوى قضائية تطالب بمنع ظهوره إعلاميا.
وإلى جانب علماء السلفية؛ محمد حسان، وأبي إسحاق الحويني، وحسين يعقوب؛ تمنع وزارة الأوقاف كلا من ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأحمد فريد، وسعيد السواح، وسعيد الروبي، وغيرهم، من صعود منابرها.
الياميش
وقبل أيام من رؤية هلال شهر رمضان، ارتفعت أسعار “الياميش” بنسبة 100%، بحسب شعبة العطارة في الغرفة التجارية بالقاهرة.
ودفع الارتفاع المُضاعف بالأسعار المصريين للتراجع عن شراء الياميش، والابتعاد عن السلع الأكثر رفاهية كالتسالي والمكسرات، وبلغ سعر كيلو الفستق 500 جنيه (27.8 دولارا)، والبندق واللوز وعين الجمل 250 جنيها (13.92 دولارا)، وجوز الهند 70 جنيها (3.89 دولار).
فيما بلغ سعر كيلو الفول السوادني 40 جنيها (2.22 دولار)، والبلح 25 جنيها (1.39 دولار)، والزبيب 60 جنيها (3.34 دولار)، والتين 80 جنيها (4.45 دولار)، وقمر الدين، 50 جنيها (2.78 دولار).
المسلسلات الدينية
ورغم أن الطابع الديني يغلب على شهر رمضان، إلا أنه لم يدخل السباق الدرامي في رمضان 2017 -بلغت تكلفة إنتاجه ما يقرب من ملياري جنيه- باستثناء مسلسل ديني وحيد هو “قضاة عظماء”، من إنتاج شركة “صوت القاهرة” التابعة للدولة.
ترابط الأسرة والمجتمع
وأكد مصريون أنهم يعانون في رمضان من الغلاء وصعوبة المعيشة، وضعف الأخلاق، وغياب لمة الأسر، وضعف الترابط المجتمعي.
ويعيش المصريون حالة غلاء غير مسبوقة في أسعار السلع والخدمات، كما تسود حالة من الاستقطاب المجتمعي والخلاف الأسري؛ إثر انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي منتصف 2013.