اين نحن والى اين ؟!

اين نحن والى اين ؟!

بسام الياسين

سؤال معلق على شفاه الكافة،عن سبب التردي المزمن و #الاحباط المستعصي،للنهوض بمجتمعنا.وما السر ان نبقى اسرى دائرة مغلقة،دون التقدم شبراً خارجها اوالقفز فترا فوقها.المشكلة ـ فيمن يعاني عمى بصيرة ـ ليست في الامة،فامتنا عظيمة وشعوبنا ولادة،بل بانظمة غير دستورية،بعيدة عن قيم #المساواة، #العدالة، #حرية_التعبير، #الديمقراطية،حقوق الانسان.بالتوازي مع انفلات في الانتخابات،فوضى ملاعب،صخب #مهرجانات،مشادات في البرلمان،قرارات متسرعة في المؤسسات،ردة جاهلية تتجلى في التناشز اللامنطقي والتنافر اللا عقلاني في سلوكيات الاغلبية.اعترفنا ام انكرنا،نحن في محنة معقدة وازمة متشعبة.ما القصة وما الاسباب الكامنة ؟!.

نعيش #ازمات_متداخلة ومتبادلة بين الداخل والخارج،فالدولة تفتقر للمال والموارد،ناهيك انها غارقة بمديونية ثقيلة. ما فاقم المشكلة اكثر معركة الكورونا والحرب الاوكرانية. لهذا لا مناص الا بمواجهة الناس بالحقيقة.اتساع رقعة الفقر،الغلاء الفاحش،تنامي اعداد المتعطلين.بالمقابل نخبة غير مؤهلة للادارة، ارهقت الخزينة لانها غير منتجة.نظرة فاحصة للحكومات السابقة،لمعرفة حصة كل حكومة من الانفاق العبثي، والمشاريع الفاشلة التي اهدرت الملايين دون جدوى،تدرك حجم الكارثة.ناهيك عن افراز طبقة عريضة،من كبار الموظفين، تعيش على الخزينة دون ان تقدم شيئاً.

بضاف لما سلف، ما طرأ من تحولات سياسية،اقتصادية،اجتماعية حادة على الشخصية الوطنية،ادى الى شروخات نفسية :ـ كآبة، ميول عدوانية،عدم استقرار معيشي،ظلم النخبة للعامة ،منذ ايام الاحكام العرفية ليومنا هذا،اتساع الهوة بين الطبقة المتنفذة والاغلبية المعدمة،ما ولدّ حقداً و حالة سخط، في ظل اقتصاد وطني هش، يعيش على المساعدات، ويستورد 90 % من احتياجاته. ما زاد الطين بلة،الاخبار المتداولةـ صدقاً او كذباً ـ عن الاموال الخرافية المنهوبة.

الاخطر،ان التحديث ظل خارج حدودنا،لان شرطه الاساس،قدرة الفرد على صناعة مستقبله،ومشاركته في صناعة قراره،لكنه ـ للاسف ـ ظل مُكمماً ومكبلاً،خارج اللعبة، بسبب الانظمة الابوية،الممسكة بخيوطها،فاقتصر دوره على الفرجة ودفع فاتورة اخطاء وخطايا النخبة.لذلك من الاستحالة،ان ينتج او يبدع في بيئة خانقة،تعاني من افتقار لروح العلم والمعرفة،وغياب حرية التعبير المقدسة التي تتيح استقصاء الحقائق والوصول للمعلومة، ومن ثم الغوص عميقاً،للكشف عن جذور الفساد الناخرة في عظم الدولة ؟!.

هناك اوطان تصنع مقصلة، بمواصفات استثنائية لمعارضيها،لكنها عاجزة عن صناعة شفرة حلاقة لمواطنيها او بذر حفنة حنطة باراضيها.المفارقة انها تحاكمهم، بحجة اطالة اللحى اوالتظاهر ضد ابطر النخبة التي جوعتهم.الانكى اعلامنا ما زال يتقيأ تفاهات علينا،ان غداً احلى،و المستقبل رهن ايدينا،مع اننا كسحلفاة مقلوبة على ظهرها،تنتظر من يُعيدها سيرتها الاولى لتحبو ثانية.

جراء ذلك، انسحب المواطن من الهّم العام، ودخل قوقعة عائلته،للجهاد من اجل تأمين ” صحن سلطة “،بعد ان بلغ كيلو الخيار دينارا ونصف و البندورة دينارا اما الليمون،صار عملة نادرة.فأنكفأ ـ المغلوب على امره ـ على نفسه، واغلق سمعه بالشمع بالاحمر،لان الكل يكذب عليه.

الحل،افساح المجال لنخبة مستنيرة، قلبها على الوطن،تتماهى معه وتعيش وجعه.لطرح القضايا الحساسة بجرأة،ورسم خطة طريق مرنة ومبتكرة، بعيداً عن المسايرة،المحاصصة،الجهوية،وترحيل الازمات.شعارها المواجهة مع واقعنا المزري،وقبول النقد البّناء،الرأي الاخر،ومناقشة كل صغيرة وكبيرة.لمحاسبة من كان وراء الكارثة،ليأخذ جزاءه عن حصته في الخراب.

غير هذا، سنبقى ندور حول انفسنا كـ “ثور الساقية “، المعصوب العينين /بعمى مبرمج “، كي لا يُصاب بالدوخة وهو يدور حول نفسه،لري مزارع غيره،وملأ دلائهم ماءً زلالا،فان ابطأ او تباطأ،فالسكين جاهزة لذبحه وشي لحمه.فاستنزف عمره كعبيد اقطاعيات القرون الوسطى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى