اين حراس الفضيلة؟

اين حراس الفضيلة؟
جمال الدويري

حزين عليك يا وطني.
افتراض حُسن النية، او التصوير والتسريب الحاقد او غير المتعمد، لما لوّث الأرض والفضاء الأردني في الفترة الأخيرة، من فيديوهات اباحية وخادشة للحياء العام، ارتبط بعضها بماركات سيارات، او مزارع خاصة وغيره، هو بحد ذاته نية سيئة او جهل وغباء مقصود، وعدم السماع عن اجراءات قانونية عقابية رسمية حازمة ورادعة، هو الآخر مقلق ومثير للدهشة والأسئلة الاستنكارية المبررة، اما آخر سفالة في مسلسل طعن المجتمع بحراب الرذيلة، وتصوير شبه محترف لإباحيات حقيرة ساقطة مستفزة، في شوارع اردنية واضحة المعالم، بل وتوثيقها بصورة لجواز سفر اردني لصاحبة الفعل المدّعاة، فهو ربما يكون رأس قمة جبل السقوط المبرمج والمتعمد من الإساءة للوطن والمجتمع الأردني والعادات والتقاليد والموروث، وقبل كل شيء للدين وطهارة العقيدة، لا يمكن ان يندرج بعد البيع والفساد وتقاسم الكعكة، الا تحت مسمى المؤامرة القذرة وفؤوس التدمير والحرب اللاأخلاقية علينا، حيث انني لا استطيع التسليم بأن سافلة وسافل بين ظهرانينا، يمارسون هذه الشناعات والرجس، علنا وبلا تحوّط او بعض حذر، ثم تنشر السافلة اسمها الواضح والصريح، مشفوعا بصورة جواز سفرها الأردني، كما تدّعي، وأؤكد هنا وكما كررت، كما تدعي، فالفعل فاحش والنشر والتوثيق، لا يمكن ان يكون الا بقصد التعرض لنا جميعا، كأردنيين أعزاء، درجوا على الفضيلة وتربّوا على الكرامة وصون الأعراض الغريبة حتى.
اما والحالة هذه، فإن الاستهجان والتساؤل الحزين ايضا: اين الدولة وأين الحكومة وأين المؤسسات الوطنية وحراس الفضيلة؟
اين ردة الفعل الرسمية على كل هذا الاستهداف والطعن المباشر لأسّات المجتمع ورافعات دوام الوطن والدولة الأردنية؟
وفي سياق تكميم الأفواه، عن قولة حق، وخطر كورونا ومخالفاتها، فمن باب اولى ان تُلجم الرذيلة في مهدها، وتُكمم العورات في جحورها وخلف سواترها، حماية للمجتمع ودرءا للسقوط الأكبر لا سمح الله.
من يريد التجرد من ورقة توت الخلق ونزعها لأي مارق طريق، وهو وهي، احرار بأقفيتهم وما خلق الله لهم، وكل منهم فاسد زنيم، اما من ينشر ويتباهى ويوثق الرذيلة، فهو مفسد زنيم، ومتعدّ على القانون وطاعن معهّر مدمر لطهارة المجتمع، وناقل خطير لفايروس الرذيلة الأشد فتكا من الجواسيس والأمراض الجسدية والنفسية معا.
وهنا، لا بد من عصا القانون الغليظة لمن عصى، التي تربي وتخيف وتردع، وتحمي الوطن من الوغول في حيز خلع ثوب الأخلاق والفضيلة.
ومن أمِن العقوبة أساء الأدب.
حمى الله الأردن العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى