إفطار الصحافة والسلطة .. لماذا لم نقرعْ الملاعق على صحونِ السلطة

سواليف
كتب … كريم الزغيّر
على أرائكٍ وثيرةٍ ، وبدعمٍ من شركةِ اتصالاتٍ ، ورعاية السلطة ، اُرخي الغسق على ليلةٍ استطاعت أَنْ تجمعَ بين الصحافةِ والسلطة ، لم تكنْ هذه الحادثة الزمنيّة مدهشةٌ ، لأنَّ المسوِّغاتَ الاجتماعيّة تتمكّن من الذودِ عن التناقضات ، تناقضات تعاني منها الصحافة لا السلطة ، الصحافة التي لا تستطيع أنْ تواجهَ السلطة إلا بنقدِ ” النصيحة ” ، هذا النقد العائليّ أو البطريركيّ الذي أدّى إلى واقعٍ صحفيٍّ يقلِّل من قدرةِ الصحفي أنْ يكونَ أحد أسباب قلق السلطة من الفشل أو الفساد أو غيره من الممارسات السلطويّة .

إِنَّ المثيرَ للغضبِ النقديّ ، هو عدم استغلال هذه اللقاءات لانتزاعِ الحُريّة التي تعتبر ضرورة بديهيّة للصحافة ، هذا إذا تجاوزنا صوابية هذه اللقاءات التي تجعل الصحافة لا تحظى بمصداقيّة واحترام المواطن ، كما أنَّ تكريمَ المحامي محمد قطيشات على دورهِ الذي لا ينكره أحد ، لا يمكن أنْ نثنيَ عليه ثناءً حقيقيًّا ، لأنَّ التكريمَ يستحقه أيضًا الصحفي تيسير النجَّار الذي استُلبت حريته في صحراءَ القمع ، فالتكريم ليس لشخصيّةٍ واحدةٍ ولأنّها أدّت دورها ، هذا لا يعني أنْ نتغاضى عن دورِ المحامي قطيشات ، فالصحافيين هم الذين تضامنوا مع مركز حماية وحرية الصحفيين عندما جابه المحاولات السلطويّة للتخلُّصِ منه واتهامه بتلّقي الدعم الخارجيّ .

ليست الصحافة ، أنْ يتبسمَ الصحفي في وجهِ السلطة ، أو ينتقدها ويغازلها ، فهذا التناقض الأخلاقيّ يُبيّن أَنَّ الصحافةَ أداةٌ سلطويّةٌ تستخدمها السلطة للهيمنةِ على الوعي لدى المجتمع ، فالصحافة هي المعركة الأبديّة مع السلطة ، المعركة التي لا تتنازل فيها الصحافة عن الحُريّات وحقوق المواطنين ، المعركة التي لا يتنازل فيها الصحفي عن كرامتهِ وحقوقهِ كي يسترضيَ السلطة لتمنحه الأوهام التي تنهار إذا ما طرأ على السلطةِ ما لا تتوقعه .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى