” ايجابي غصبا عني ! “

” ايجابي غصبا عني ! ”
د. محمد شواقفة

نعتذر عن التسرع بتهنئتكم بقدوم العيد الذي لن يكون سعيدا بدونكم … و لا نلوم الحكومة – كعادتنا- في كل مناسبة … فلا يغضب منا من يعتبرون أنفسهم أحق منا بالوطن و لن أقول عنهم : ” السحيجة ” لكي لا يغضبوا أكثر …

لا نستطيع الا أن نحاول الصبر و التحمل و الابتسامة ترتسم على محيانا … فهذا زمن استثنائي و لا وقت للانتباه لتفاهات المسؤولين …بل و يصبح إثما عظيما قد يتم تصنيفه كفرا اذا – لا سمح الله – اعترضنا أو انتقدنا..

لقد ربطت شياطيني كلها و قررت أن أفتح صفحة جديدة مع الحكومة …فلا انتقد قراراتها و لو كانت خطأ و هي تعترف بذلك … بل سأصر و ألح على صواب رأيها و سداده … و ليضرب هؤلاء المنظرون – من أمثالي- برؤوسهم بعرض الحائط .. فكل شئ يبدو زاهيا و جميلا و خال من العيوب …

مقالات ذات صلة

إغلاق البلد أفضل قرار شهده التاريخ الصحي منذ آلاف السنين … و لو أستمر الأنباط بالتزامهم بالحجر داخل أسوار مدينتهم لهزموا الرومان شر هزيمة … لكن أحد المواطنين الأنباط شاق ذرعا بالحجر و أراد أن يزور خطيبته ذات مساء و كسر الحظر و الحجر و العزل و ضاعت البتراء في يوم و ليلة …

ولا ننسى أن الحجر أثبت نجاعته في إعادة التقارب الاجتماعي الحقيقي و ضمن العائلة الصغيرة يعني أمك و أبوك و اولادك فقط … فلا تشغل نفسك بإخوانك أو اعمامك و اخوالك و طبعا احذر ان تذكر انسباءك او اقاربك … و اخفى كثيرا من العادات غير المفيدة كسلام اليد و الضم و التقبيل ..و استبدلها برسالة عبر الهاتف ترد عليها اينما اتفق… فلا اعراس ولا بيوت عزاء … لا ولائم و لا سهرات… و لك أن تتخيل الأثر الاقتصادي علينا نحن المواطنين و انا ساؤيد الحكومة لو قررت تجريم دفع النقوط او فرض ضريبة مبيعات عليه .

و لا أن نسجل اعجابنا بسهر الحكومة – دون داع- على راحة مواطنيها في الداخل و الخارج . فالعزل الطوعي و الحظر الكلي لا بد أن تظهر آثاره و لو بعد حين … فرياضة المشي أصبحت ثقافة رائجة و ساهمت في تقليل حوادث السير و رتقت ثقب الاوزون. و لا تنفك تشغل كوادرها من اطباء و علماء في تنفيذ الابحاث النوعية و قد باتوا معا قاب قوسين او ادنى من ايجاد علاج ناجع للفيروس و مطعوم في مراحله الاخيرة. بينما نحن نشبعها نقدا و هجوما.

نحن كمغتربين لم يسمح لنا بالتسجيل لقوافل العودة بحجة انها للطلبة و لمن تقطعت بهم السبل … لنكتشف فيما بعد انها لمن يستطيع العودة و قادر على دفع تكاليف الحجر في فنادق الضيافة … و هنا نثمن دور الحكومة في ايجاد حجة لغالبية المغتربين بعدم العودة لأرض الوطن لعدم القدرة.. كما نثمن و ندعم قرارها بتقليص عطلة العيد لتصبح يومين بعد حظر كلي و مشيا على الاقدام حفاظا على مشاعرنا في حجر الاغتراب.

و ليس أخيرا… أشكر الحكومة و كل من لف لفها – و أخص السحيجة- ممن منحوني بدون تمنن افكارا لا تنضب لدبابيسي … و تسببوا في زيادة عدد اصدقائي و الأهم الاعجابات … صدقا عندي أحسن من المصاري ..

” دبوس عالكذب ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى