اياد الانسان…هل يُرثى الصديق..؟

اياد الانسان…هل يُرثى الصديق..؟
ا.د حسين طه محادين*

#الموت حق لاشك به لديّ والحمد لله دائما.
(1)
صديقي النبيل اياد ..اعترف لك جهارا وبجرأة الدمع على العيون الباكية حُرقة على امتثالك لقدر اي انسان في الحياة على هذه البسيطة.
(2)
أعترف واجفا بأن مغادرتك اياد اليوم
لهذه الحياة الولود بالتساؤلات قد أجج لديّ فضول المحاولة في تلمُس مغزى هذه #الحياة اللغز ومآلاتها؛ كيف لا ؟وهي الحياة الانثى التي جمعتنا مرارا طلبة وابناء حيّ واحد فتية منذ خمسة عقود تقريبا ، اي منذ اخذت انساغ المراهقة تتبرع في اجسادنا الى أن غزت عناوين حياتينا بعد -زواج وإنجاب- ملامح شيب السنوات القاسي رغم وصفنا له مكابرة بالمصطنع ؛ إذ إحتلتنا كُثرة المغالبات والطموحات تزامنا مع نفاذ السنوات من رصيد اعمارنا؛ الابناء والبنات السكن اللائق ومستقبلهم ترابطا مع ما تحاورنا وأخلفتنا به مِرارا وانت الايثاري أكثر مني ربما.. رغم سهام التفكر التي لطالما اطلقناها ؛ اين نحن”الاباء والامهات” من حياتنا الخاصة كأزواج وحقوقنا بها…من يمتلك منا نحن او غيرنا وجع واثمان الجواب..؟.
(3)
تُرى…من مِن الاباء الأسوياء من لا يُحب ان يرى ابنائه يكبرون ويرتقون معارج العلم نجاحات وفخار بهم في حياتنا كأباء ، وها انت قد فعلت وكابدت بكل هذا لأبنائك وبناتك الاعزاء ، وكأنك موقن وحاسم امرك أخي الفقيد ، بأن هدفك الابرز في حياتك ان تغفو قرير الحواس -كما انت الآن- مجسدا ما أمنت به؛ اللهم اني قد نجحت والحمد لله .
(4)
اياد الحاضر دوما .. هل يصح لي ان اذكرك الان وعبر أبجدية حزني .. اذكرك قائلا ؛ بكثير من الوجع وقليل من الافراح، بدأت معالم تعلمنا الابتدائي في الصعود على سُلم عمرٌينا الذي غادرته نائيا عنيّ -مؤقتا لحين امتثالي لقدري المحتوم بارادة الله – وعن افراد اسرتك بعد ان اتخمني رحليك في الفضول الذي لم يتمكن او يتفق البشر كافة للان من تحديد ماهيتها، اي فلسفة الحياة ومعاني ان نكون اصدقاء طول عقود وترحل موتا عني من على مسرح هذه الحياة اللغز، بدليل بقاء تساؤلاتنا كبشر عن بنيتها ، هشاشتها وغلاوتها علينا في آن، غادرت وولدت لديّ مجدا التساؤل المفتوح على الايمان بالله والحوار الخشن محاولات فاشلة للفهم، لماذا نخسر الاصدقاء النبلاء المغالبون أمثالك، وهل وجدنا لإعمار الحياة وفقدان الاحبة معاً..؟هل تذكر كيف كانت هذه بعض شقاواتنا التساؤلية بحثا عن اجابة ما…؟. اخي الانسان المغادر عن هذه الحياة ممثلا هنا في اياد خليل الكركي،
لك الرحمة باذن الله والوفاء كله حيثما تكون..وضافي العزاء لإسرتك ولاهلك الاكارم..ولا حول ولا قوة الا بالله .
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

.والا كيف نفسر كثرة المعتقدات التي يتبناها الافراد والشعوب..وكل منهم مؤمن انه من استحوذ على حقيقة الحياة ليلي..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى