اوجعه ضميره فطلق الوزارة بالثلاث ؟!

اوجعه ضميره فطلق الوزارة بالثلاث ؟!

يسام الياسين

من العار ان تخون وطنك،وتتلاعب بالامانة المعلقة في عنقك،لتبني مجدك على حساب غيرك.

قصة #استقالة مايكل #فالون #وزير #الدفاع #البريطاني الاسبق على الملأ،معترفاً انه دون ” مستوى منصبه”،ما زالت ترن في اذني منذ سنوات بعيدة.وزير ذو ضمير حي” اعترف بانه لمس ركبة مذيعة فقدم استقالته،فيما “الولية” اعتبرت ” اللمسة” عابرة،لا تنطوي على اثارة.بالاعتراف تخفف الوزير النبيل من المه،لان التحرش سلوك دنيء لا يليق بشخصه ولا موقعه،لكن ” السقطة ” ظلت تحفر في وجدانه 15 عاماً.الاستقالة التكفيرية عن ذنبه،كشفت نُبل معدنه،وامتلاكه شجاعة الاعتراف امام الناس كافة،وفرادة مسؤول لم يتحرج عن تسديد فاتورة اخلاقية، كانت تقلق نهاره وتؤرق ليله.

امرنا مختلف،ترى #كاتب_السيرة ، يمارس اقصى درجات البلاغة في التبجح ببطولات زائفة.تراه بوقاحة يطمس الحقيقة كمسيلمة الكذاب لمدح ذاته،فارضاً رؤيته على غيره،رغم انه ” سقيطة ساقطة ” على مدى مشواره،مجاهدا لاقناعك،انه استاذ الاساتذة في السياسة،الاقتصاد الفلسفة،الحرب،السلم ـ بتاع كله ـ . بالغربلة العقلية والمحاكمة المنطقية ،تجد ان سيرته وامثاله مفبركة. جُلهم لا يتقنون الكتابة ويخطئون بالاملاء كطلاب الابتدائية. بخدعة السير، يظنون انهم ببضع صفحات يبيضون تاريخهم.

ما لا يعرفه ” هؤلاء ” ان الناس تعرفهم، اكثر مما يعرفون انفسهم،وان سيرهم المكتوبة اضافة نوعية لاكاذيبهم . في الغرب،السيرة الذاتية تغوص في الذات، بما لها وما عليها، لتصل حدود الصدمة احياناً.فصاحبها يعري نفسه مما يزينها من مال ،شهرة، موقع،رتبه،معترفاً بادمانه، انحرافه،شذوذه،صدمات طفولته،علاقته بوالديه،علاقاته السرية.قصة وزير الدفاع البريطاني فتحت علينا بابا، يجب ان نفتحه على اهل المسؤولية في بلادنا ،للأدلاء باعترافاتهم الخفية المخفية لا عنترياتهم المزورة.

قال شكسبير :ـ ” القلق المستمر يكمن في الرأس التي تحمل تاجاً ” ـ اي صاحب المسؤولية. بدورنا نقول :ـ لا يحرر المسؤول من قلقه سوى الاعتراف بما له وعليه.هذا يطرح موضوعاً هاماً، لماذا لا يجري فك الارتباط بين الكبار ووظائفهم بعد التقاعد، بدل اجترار حياتهم كبعران بلا اسنان ؟!. لماذا لا يتم فتح اراشيف التعذيب في السجون العربية، ليتخفف الجلادون من اوزارهم ويحصل المعذبون على حقوقهم التي سلبت عنوة، بظلم ذوي الميول العدوانية ؟!. لماذا لا تفتح ارقام حسابات الأموال السرية لاصحاب المواقع الرفيعة في الداخل والخارج ؟!.

اذا كانت العصمة لا تكون الا للأنبياء. فلماذا لا نضع اهل المسؤولية على المشرحة، لنعرف خباياهم،المخبوءة اثناء الخدمة.الوزير البريطاني،مجرد لمسة “ركبة “،ظلت تطارده كظله حتى فقد القدرة على الاحتمال.فخلع تاجه شلح اوسمته،تجرد من رتبته،ثم حكم على نفسه بعدم لياقته لمنصبه،فمحكمة الضمير اعدل المحاكم واكثرها نزاهة.

لماذا لا يفعل المسؤولون الذين اغرقونا حتى الركب،ما فعله الوزير النبيل ؟!.نراهن انهم لن يفعلوا، فالفارق بيننا وبينهم ان مراياهم ضمائر ومرايانا مصالح.لهذا لا يغرنّكم احاديث النخبة، المطلية بزبدة مغشوشة مهما تبجحوا، بل اسألوا ماذا راكموا من فشل،حتى جاءت فضيحة ” اكسبو ” الموثقة بالصوت والصورة، لتفضح القصة من اختيار الوزير الى تعيين الخفير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى