اهتمام الأردنيين بالانتخابات التركية
عمر عياصرة
أزعم ان حجم وكثافة متابعة الاردنيين للانتخابات البلدية التركية قبل يومين، فاقت متابعتهم لفعاليات القمة العربية الاخيرة في العاصمة التونسية.
هناك اهتمام منقطع النظير، بل هناك تخصص في فهم الحالة التركية، فمن يراقب مواقع التواصل الاجتماعي يلحظ اعدادا كبيرة تتابع واعدادا معقولة تفهم وتعرف التفاصيل.
وحتى نكون اكثر امانة في زعمنا نقول ان متابعي الانتخابات التركية من المواطنيين الاردنيين ليسوا حكرا على انصار الحركة الاسلامية، فالشريحة المتابعة متنوعة وشديدة الانتباه.
لماذا تستأثر الحالة التركية بكل هذا الاهتمام؟ ولماذا هذا الانحياز السافر للرئيس رجب طيب اردوغان وحزبه؟ قطعا ان ثمة عوامل متعددة تفسر الامر.
الانبهار له مشارب متعددة، اهمها الشعور بأن الدولة التركية في عهد اردوغان اضحت تعبر عن حالة ممانعة تجاه التغول الاسرائيلي والامريكي على حياتنا.
سيولة امتنا تجاه مفاهيم الكرامة الوطنية غير مسبوقة، من هنا، تعلق الناس بأردوغان وما يقول، رغم انه لم يفعل بقدر ما يخرج عنه من تصريحات.
خذ مثلا في قصة القدس والوصاية الاردنية على المقدسات، كان اردوغان حازما حاسما، وقف معنا يوم تخلى عنا الاشقاء، وكلنا يذكر مؤتمره في اسطنبول ردا على نقل السفارة الامريكية للقدس.
من جهة اخرى، هناك تقدير وانبهار بما قدمه الرجل لبلاده، انجازات اقتصادية، وديمقراطية راسخة، وتداول سلطة، وهناك توق للناس عندنا بأن نعيش العدوى ونتقدم كما تقدموا.
ايضا، يرى الاردنيون اردوغان وتجربته من باب الاستهداف، فهناك قناعة ان اسرائيل وامريكا، لا ترغبان بصعود تركيا، وهنا تأخذنا الخصومة مع اعداء امتنا لمزيد من الاهتمام والاعجاب بالتجربة التركية.
اذاً هي خلطة عوامل واسباب، يصعب حصرها، ويصعب اعطاء عامل بعينه الثقل في تفسير اهتمام الاردنيين بما يجري في تركيا.
طبعا انصار الحركات الاسلامية يعرّفون اردوغان وحزيه بأنه اسلامي، بالتالي هم يهتمون ويناصرونه بالقدر الذي تمليه عليهم افكارهم وايدولوجياتهم.
لكن مرة اخرى، المهتمون والمنحازون لأردوغان وتجربته في الاردن، الغالبية العظمى منهم، لا ينتمون للحركة الاسلامية، بل هم من عوام الناس، وهذا يؤكد ان لكل حب سبب، ولكل انبهار مبرر.