ان ذهب وصفي فهناك (0) وصفي

ان ذهب وصفي فهناك (0) وصفي
جميل يوسف الشبول

على انغام ربابة عبده موسى وصوته الهادر بـ (ريت المنايا اللي تيجي يا سلامه وتحوم على الانذال

دار بدار” خلال تشييع جنازة الشهيد باذن الله والمغفور له باذنه دولة السيد وصفي التل شاهدت

الحزن الحقيقي في وجوه الرجال والبكاء الصادق واوقفتني تلك اللافتة المكتوب عليها “ان ذهب

مقالات ذات صلة

وصفي فهناك مليون وصفي” فازددت حزنا على حزن وانا اشاهد وطني ابتر وعقيما وان حصان

وصفي لم يركبه احد من بعده بل عبثوا به حتى مات .

نصف قرن مضى على الرحيل لكنك ما زالت بيننا يلجأ الشرفاء لذكراك مطمئنين ويفزع من اسمك

الذين اسرفوا على انفسهم واطاحوا بمقدرات الوطن ويتمنون انك لم تكون ، ولقد باءت كل محاولاتهم

لالغاء اسمك من نفوس الناس بالفشل فالرسم محفور بالنفوس وفي العقول ويؤيده ما يصدر يوميا من

شهادات خير بحقك لا يتسعها مقال او كتاب.

انبيك ابا مصطفى ان فواتير فطورهم تساوي جميع رواتبك لسنوات وان فاتورة المصبغة الشهرية

تساوي قيمة منزلك عندما اشتريته وان الوطن من بعدك اصبح كما انكرت “جورعه” وهم لا يعرفون

معناها لانهم لم يحصدوا سنبلة طاهرة من سنابل الوطن .

تحالفت عليك كل قوى الشر وذنبك كبير فذنبك محليا بكف ايدي الفاسدين وها هم الان يرتعون

ويلعبون واوصلوا الاردن الارض المباركة الى حافة الفشل ، وذنبك عربيا انك الصادق بين جحافل

الكاذبين وانك المؤمن بتحرير فلسطين من الخنادق وهم سيحررونها من الفنادق ومن بين اصابع

ملكات الجمال وذنبك دوليا انك رجل بامة فانت عراقي المولد اردني النشأة خريج الجامعات اللبنانية

متزوج من سورية وحامل رتبة عسكرية من جيشها ومسجون فيها لمنعك من الذهاب الى فلسطين

والجريح المجاهد على ارض فلسطين في معركة الشجرة وفي مصر اسلمت الروح الى بارئها .

يقول دولة الاستاذ احمد عبيدات ان من قتل وصفي هو الذي سعى منذ البداية لتسميم الوحدة الوطنية

وهم الذين ساوموا على حرية فلسطين واهدروا الحقوق الوطنية في اوسلو عام 1993 .

ويقول ابوثامر لقد ودعنا وصفي ونحن نمثل الاردن في المفاوضات مع المنظمات في السعودية وقال

” يا اخوان هناك جهود دولية واقليمية لاجبار الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم وان علاقة الاردن

بفلسطين علاقة عضوية مصيرية هذا هو قدرنا ولم تتوقف عند ما حصل في ايلول فهذه سحابة صيف

عابرة لكن تحرير فلسطين يحتاج الى عمل عسكري منظم اساسه عمل اردني فلسطيني تمهيدا لمرحلة

قادمة ارجوكم ان تبذلوا جهودكم للوصول مع الوفد الفلسطيني وبناء ارضية صالحة لانجاح هذا العمل

في المستقبل” وانني اعتقد ان هذه التوصية كانت تحمل شهادة الوفاة في الدنيا وشهادة وجنة عند الله

في الاخرة وباذنه تعالى.

لقد قبل هؤلاء ان ينفذوا المهمة نيابة عن الصهيانة فكانوا الاداة المنفذة ولم يفعلوها مع وصفي فقط

بل فعلوها من قبل ومن بعد ومن اطلق الرصاص على عصام السرطاوي بوجود بيرس كان يستطيع

ان يحرك بندقيته بضع سنتمترات ليلحقه بجاره لكنه لم يفعل فالسيد لم يصرح بذلك.

لا زلت صرختك المدوية عن دور العقل والخلق في المعركة ولا زال عقل الامة مدفونا تحت التراب

ولا خلق ولا اخلاق اما المعركة فان جهاد زعماء الامة في قبول نتنياهو مقابلتهم ولو بعد عشرين

مرة .

26-11-2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى