سواليف
توقّع خبراء عسكريون “انهيارا سريعا” محتملا لتحصينات تنظيم “داعش”، في قضاء تلعفر ، آخر معاقله، في محيط الموصل، شمالي البلاد، مؤكدين أن وضعه مختلف عن جارته التي استغرق تحريرها قرابة 9 أشهر.
وبجانب الجيش، تشارك في معركة تحرير قضاء تلعفر، ذو الغالبية التركمانية، قوات مكافحة الإرهاب، التابعة لوزارة الدفاع، والشرطة الاتحاد، وقوات الرد السريع، التابعة لوزارة الداخلي، والحشد الشعبي (مقاتلون تركمان وشيعة).
وفي تصريح للأناضول، قال موفق الربيعي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، إن هذه المعركة “ستكون سريعة، لخلو القضاء من تواجد المدنيين، حيث أن أغلب المتواجدين هناك، من داعش”.
واستشهد بأن “معنويات داعش منهارة، بسبب الخسائر المادية والمعنوية التي تعرض لها، خلال معارك الموصل وأطرافها”.
وكان التنظيم الإرهابي، قد سيطر على هذا القضاء، ضمن أراضي واسعة اجتاحها، شمالي البلاد، في 2014، قبل أن يبدأ في التضعضع، بفضل حملة حكومية، مدعومة دوليا، خلال الأشهر الماضية.
** انهيار سريع
وبالنسبة إلى خليل النعيمي، العقيد المتقاعد، فإن “معركة تلعفر تختلف عن معركتي الجانبين، الشرقي والغربي، لمدينة الموصل، من ناحية محاور العمليات العسكرية، التي تشارك فيها 4 أصناف من القوات، بمحاور متعددة”.
وفي إفادته للأناضول، قال النعيمي إن “القادة العسكريين أدركوا، من خلال معركتي الموصل، أن خطة الاعتماد على محور أو محورين في الهجوم على منطقة خاضعة لداعش، لن تحقق أهدافها سريعا”.
وتتسبب مثل هذه الخطة، يضيف العقيد المتقاعد، في “استنزاف القوات الأمنية”.
ويشير النعيمي إلى أن ما يميز قضاء تلعفر، أنه “خاضع لحصار من جميع الجهات، وبالتالي تنطلق المعركة من 4 محاور على الأقل، الأمر الذي سيشتت قدرات وخطط داعش، ويؤدي إلى انهيار سريع في تحصيناته”.
ومع ذلك، فإن “القوات العراقية لا تبني آمالا على استسلام عناصر داعش، رغم إدراكهم أن كفتهم خاسرة”.
والحال كذلك، “استُقدِمت قوات مكافحة الارهاب، المختصة بحرب الشوارع”، وفق الخبير العسكري، الذي أشار أيضا إلى أن “الطيران الحربي سيكون له الدور الكبير في سرعة تقدم القطعات، على عكس مدينة الموصل”.
ومنذ انتهاء معركة الموصل في 10 يوليو/تموز الماضي، تستعد القوات العراقية لشن الهجوم على تلعفر، لكن لم يتضح بعد، موعد حملتها.
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كيلومترا، وعرض نحو 40 كيلومترا، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلا عن 47 قرية.
** معارك متزامنة
وكشفت قيادة العمليات المشتركة (تتبع الدفاع ومسؤولة عن التخطيط للمعارك) عن إمكانية خوض أكثر من معركة، في آن واحد، ضد مسلحي “داعش”.
وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم القيادة للأناضول، إنه “باستطاعتنا فتح جبهة، وتحريك قطعات عسكرية، في أكثر من منطقة، سواء في تلعفر، والحويجة (غرب كركوك/ شمال) وأعالي الفرات (الأنبار/ غرب) في آن واحد”.
ويوجد المئات من مقاتلي “داعش”، في منطقة جنوب كركوك (قضاء الحويجة وناحيتي الزاب والرياض) وهي مناطق ذات غالبية عربية سُنية، وتشكل حلقة الوصل مع محافظة صلاح الدين (شمال).
ويعزز المتحدث العسكري وجهة نظره بأن “القوات العراقية عندما وصلت إلى منتصف مدينة الفلوجة، خلال عمليات تحريرها، انطلقت مباشرة معركة تحرير ناحية القيارة، جنوب مدينة الموصل”.
مؤكدا أنه “لدينا الإمكانية لأن نفتح أكثر من صفحة ضد داعش”
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية (تتبع الداخلية العراقية) الفريق رائد جودت، اليوم الأحد، استعادة السيطرة على أول منطقة في غرب مدينة تلعفر (شمال غرب) من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، انطلاق العمليات العسكرية لتحرير قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل من قبضة مسلحي “داعش”.
وقال الفريق رائد جودت، في بيان له، اطلعت عليه الأناضول، إن “وحدات الشرطة الاتحادية، مسنودة بطيران الجيش، تستعيد السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة، وتتقدم في المحور الغربي باتجاه مناطق: السعد، والزهراء، والوحدة”.
بدوره، قال الملازم خالد سهيل الناصري في قوات الرد السريع (تتبع الجيش) للأناضول، إن “قوات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير منطقة العبرة الصغيرة، بعد فرار نحو 20 مسلحا من داعش، منها عقب قصف مكثف نفذته المدفعية”.
وأوضح الملازم الناصري، أن “التقدم في قاطع (محور) الشرطة الاتحادية يتم بشكل سريع”.
وفي نفس السياق، قال مصدر عسكري، اليوم، إن القوات العراقية بدأت عمليات اقتحام قضاء تلعفر، (65 كلم غرب مدينة الموصل) من 4 محاور باتجاه القضاء بإسناد مباشر من طيران الجيش.
وقال الملازم أول سمير داوود المحسن، في الفرقة التاسعة بالجيش، للأناضول، إن “قوات من الفرقة المدرعة التاسعة التابعة للجيش ترافقها قوات من الحشد الشعبي قوامها 3 ألوية، إضافة الى قوات الشرطة الاتحادية، بدأت عمليات اقتحام قضاء تلعفر من ثلاثة محاور انطلاقا من الجنوب الغربي للقضاء”.
وأضاف المحسن، أن “قوات من الفرقة الـ15 من الجيش، بدأت الهجوم على قضاء تلعفر، من المحور الشرقي باتجاه ناحية المحلبية، فيما بدأت قوات الشرطة الاتحادية، التقدم من المحور الشمالي باتجاه مركز القضاء”.
وأوضح أن “الهجوم بدأ بقصف مدفعي كثيف، أعقبه قصف نفذته المروحيات الهجومية العراقية لتحصينات مسلحي داعش، بمحيط قضاء تلعفر من الجهة الجنوبية الغربية”.
وأشار إلى أن “التقدم مايزال بطيئا في مراحله الأولى بسبب الاعتماد بشكل أساسي على تدمير دفاعات العدو أكثر من التقدم الميداني”.
وتشارك في العملية العسكرية وحدات من الجيش والشرطة الاتحادية، ومكافحة الإرهاب، والحشد الشعبي، وبإسناد من طيران الجيش العراقي والتحالف الدولي.
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلا عن 47 قرية.
الاناضول