ملّيسة!

مقال الثلاثاء 26-11-2019
ملّيسة!
ليس سرّاً إن قلت لكم أني أدمنت شرب “الملّيسة” فهذه النبتة السحرية تهدىء الأعصاب ، وتزيد من سماكة الدماغ ، وتبلّد الإحساس ، وتضعف الشهية للمناكفة ،وتهدّل شرايين القلب،وترخي اللسان وتفنجل العيون ويميل شاربها الى “الهبل المؤقت”..
“شو اللي جبرك على الملّيسة الا الأملس منها”..يعني أصبت بانفصام نفسي بسبب كل ما أراه وأسمعه وأقرأ…خذوا على سبيل المثال، كيف أقيّم العلاقة بين جارين ، الأول يسحب خط الكهرباء من الثاني ،وينير بيته وتدفئته من كهرباء الجار بسعر أضعاف اشتراك شركة الكهرباء نفسه وهو يقوم بهذا الفعل بكامل الرضا ، كما لا يمرّ أسبوع الا ويرن على بيت جيرانه يهديه تنكة الزيت أو دبية زيتون ، واذا قذف أولاد جيرانه كرة الى بيته أعادها اليهم بصدر رحب واذا قذف أولاده كرة الى جيرانه فقدت واختفت ولا يطالب بها ، كما لا يترك مجالاً لأي كان أن يؤذي جيرانهم او يقترب من سياج بيتهم.. هل نستطيع أن نقول أن العلاقة سيئة والخصومة على أشدّها؟؟..وهاي كاسة ملّيسة…
أكثر من مرة وبأكثر من تصريح رسمي أردني نسمع أن العلاقة مع اسرائيل في أسوأ حالاتها،وأن العلاقات ليست على ما يرام ، وأن ما تقوم به اسرائيل هو عرقلة لعملية السلام وانهاء لعملية الحل النهائي ، ضم المستوطنات في الأغوار يشكل تهديداً فعلياً للعلاقات بين البلدين،وإدانة مجانية لتصريحات نتنياهو الذي لا ينفك عن استفزازنا والاستخفاف بنا ..طيب ممتاز..إذا كانت كذلك الأمور “زايطة” كذلك، لماذا نبقي على اتفاقية الغاز معهم اذا ، لماذا نضع مفتاح طاقتنا بأيدهم ، ونرهن موارد وأموال البلد ومستقبل الأجيال القادمة لهم في اتفاقية مذلة منقوعة ومكتوبة وموقعة بالفساد ،حبرها فساد ،وورقها فساد، وبنودها فساد،ومن خطط لها مايسترو فساد..طيب كيف لي أن أؤمن أن علاقتي بجيراني سيئة بينما كهربتي ومائي معهم وأنا من منحتهم حق احتكار الماء والكهرباء…
كيف نوقع على عقد ملزم لمدة 15 سنة بسعر أضعاف السعر العالمي للوحدة الحرارية ،قطر تبيع الوحدة الحرارية عند تاريخ توقيع الاتفاقية ب1.9 دولار..ونحن سنشتريه من العدو الصهيوني بشكل ثابت مدى الحياة ب6.13 دولار..بما قيمته شهريا 55 مليون دولاراً…والدفع لن يكون في اعتمادت بنكية وانما في حوالات طيّارة وحسب مزاج الزبون..كيف اقهم هذا التناقض كله؟
وهاي كاسة ملّيسة!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى