انتظار !

#انتظار ! – #أحمد_المثاني

..تحت وطأة العوز و الحاجة ، و متطلبات العيش الضاغطة ، لم يجد حسنين بدّا من #السفر كما غيره
من أبناء قريته الذين يأخذهم الاغتراب إلى إحدى
الدول الخليجية ..التي كانت حلما و أمنيّة للعمل
هناك ..و الحصول على مرتب عال .. يخرجه من
دوامة الفقر .. ذلك الذي يحاصر الفقراء بطوق من الحرمان ..
و بعد تيسير الله… استطاع حسنين بعد أن دفع
لأحدهم مبلغا أن يحصل على فيزا .. و ما هي إلا
أيام ليجد نفسه على ضفاف الخليج عاملا في
شركة انشاءات ، يعمل فيها منذ الصباح لغاية
غروب الشمس ..تحت سياط لهيب شمس لا
ترحم .. كما لا ترحمه طلبات مراقب العمل ..
ذاك الرجل ذو النظارة السوداء كما قلبه ..
كان يوم العمل كما لو أنه حكم بالأشغال
الشاقة ..فما أن يعود مع المساء ، ليجد نفسه
ملقى و محشورا في تلك الغرفة الضيقة المعتمة
كل هذه المعاناة مقابل مرتب قليل من الدراهم ..
كان يرسل معظمه لأسرته ..لتلك الزوجة و لابنه
الذي بكى و تعلق به وقت سفره ..و هو ينتظر
الهدية من أبيه ..” أن يشتري له “” العجلة “
ليسوقها كما أبناء الميسورين من قريته ..
تمر سنة و أخرى و حسنين في معاناته
و لكن كان يحلم و يصبّر نفسه بذلك الوفر
ليحسن حياة عائلته ..و كان في كل اتصال
يمنّي زوجته و ابنه ..و يخفي عنهم معاناته
بل يشعرهم أنه مرتاح ! و أنه سيعود إليهم
بالوفر الذي حققه ..و سيشتري لزوجته كذا
و كذا و تلك الاسوارة و الخاتم اللذين كانا
حلم زوجته ..
بعد تلك الأيام و الشهور الثقيلة ..آن لحسنين
أن يأخذ إجازته ..و يعود لأسرته .. محملا
بالوعود و الهدايا ..
..لكن الأقدار تجري . . ففي ذلك اليوم
من العمل و قبل أن يحين موعد السفر
يشاء الله ..فينهار جزء من المبنى على
مجموعة من العمال .. !
و تتناقل محطات الإعلام الخبر ..
فهل يكون حسنين واحدا من اؤلئك
المعذبين في الأرض ..
و ها هي زوجته و ها هو ابنه على
انتظار ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى