#انتخابات #رابطة_الكتاب_الأردنيين 2024
#عارف_عواد_الهلال
بادئا بذي بدء، لا يسرني، لا بل يؤسفني أن أباشر هذا المقال، فالأمر مكتظ بالأسى أكثر مما ينطوي عليه من التأسي على ما آلت إليه إحدى مؤسساتنا الثقافية التي كنا نعتد بها، فرابطة الكتاب الأردنيين منارة ثقافية، ملأت وجدان كل مثقف غيور على الثقافة الحصيفة، حريص على الأدب الرصين، ناشئ عن الفكر الأريب، قبل أن تطغى عليها الأهواء السياسية الطاغية على الثقافة، أو تجنح بها الاتجاهات الأكاديمية الجانحة عن الإبداع، لتصبح الهيئة العامة متنازعة الاتجاهات التي تتنازع الفوز برئاسة الرابطة وفق شعارات إما فضفاضة لا تفضي إلى غاية بعينها، أو سبق طرحها دون العمل على تحقيق ولو جزء يسير منها، أو أنها أكبر من مسعى الرابطة.
تأجيل انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين لعدم اكتمال النصاب القانوني، وإجراءُها في موعد لاحق تم تحديده وبمن حضر، أمر يستدعي الوقوف عنده مليا، وعدم الصد أو التغاضي عنه، أو محاولة تبريره بالآراء النظرية، بل كان يتوجب الاقتناع بما سبق وأثاره العديد من الزملاء، وعدم الاكتفاء بالاستماع والتأييد وقت الحملات الانتخابية، والانتهاء بالتغاضي أو التجاهل بعد الفوز، وكأن لسان الحال ينبئ بالمجاملات الآنية لتحقيق المصالح الذاتية.
يحتسب النصاب القانوني بحضور نصف عدد الأعضاء المسددين لاشتراكاتهم، بالإضافة إلى عضو مرجح للعدد، وإذا علمنا أن عدد المسددين في هذه الدورة حوالي (400) عضو، وهو يعادل ما نسبته 30% تقريبا من عدد أعضاء الهيئة العامة الذي ينوف على (1200) عضو، فإن عدد الحضور الذي لم يبلغ نصف من يحق لهم الاقتراع لا تزيد نسبته عن 15% من كامل الأعضاء، مما يشير إلى أن الرئيس سينجح بما قارب (100) صوت، وأن الأعضاء ستنخفض أصوات نجاحهم إلى ما دون ذلك وصولا ربما إلى (50) صوتا، وهذا أمر غير مألوف في رابطتنا العتيدة التي كان يتجاوز عدد المشاركين بانتخاباتها (500) عضو في دورات سابقة، وفي هذا استقراء ينم عن عدم الاهتمام من لدن الأعضاء بالانتخابات، لأسباب على الجميع عدم التردد في الكشف والحديث عنها بجرأة، مع أنها جلية لكثرة ما تم طرحها، أو الحوم حولها.
رابطة الكتاب الأردنيين تحتاج إلى هيئة إدارية تمتلك الجرأة على فتق الجرح، لتصويب ما يعتريها من خلل، ينتقل من هيئة إدارية سابقة إلى أخرى لاحقة، وأول ما يجب الخوض به، سلامة عضوية أعضاء الرابطة -دون النظر إلى مسمى (الحق المكتسب)-، لترسيخ مبدأ الجدية لدى الأعضاء الفاعلين، ولتتكافأ الأصوات المرجحة للفوز، فمن غير المسلم به أن يتساوى صوت من له أكثر من عشرة مؤلفات مع صوت من لا نتاج له ألبتة، ثم إعادة النظر، بل ورفع رسوم الاشتراك السنوية التي ما زالت على حالها منذ التعديل الأخير عام 1991 بعد التأسيس، للحيلولة دون تسديد رسوم بعض الأعضاء من قبل التيارات المتنافسة لغايات انتخابية صرفة، مع عدم السماح بالتخلف عن التسديد بشكل سنوي، نظير فصل كل عضو لا يلتزم بدفع المستحقات المطلوبة منه تطبيقا للنظام الأساسي للرابطة، وأسوة بباقي النقابات المهنية التي تنطوي تحت مسماها الرابطة، فهنالك أعضاء مضت عليهم عشرات السنوات لم يسددوا ما يترتب عليهم من التزامات مالية، ومنهم من لم يسدد اشتراكاته منذ أن تم قبوله عضوا، بالإضافة إلى مقترحات أخرى، ربما ذكرها في هذا المقال يثير كثيرا من الاستهجان.
نريد رابطة قوية بانتماء أعضائها، متينة بحرصهم عليها، متماسكة بتوافقهم على رعايتها، يتسابقون لإعلاء شعارها، وليس لاعتلائها.