امل ابليس بالجنة / علي الشريف

امل ابليس بالجنة

تابعنا كثيرا ما يدور من أحداث سياسية في بلدنا وفي الجوار وكتبنا كثيرا وناقشنا كثيرا وبحمد الله لم يتغير شيء .
كتبنا عن مطيع أفندي وانتظرنا منه ان يتحفنا ببث فيديوهات حسب التهديد فقضينا الليالي ننتظر ان يقوم بأي تسريب يفش الغل ولم يحدث بعد ذلك صرفنا عشرات الاف منشورات التهاني بمناسبة النجاح بالتوجيهي وأطلقنا عشرات الآلاف من النكات وأصدرنا عشرات الإشاعات بل صدقنا عشرات ومئات الإشاعات .
سولفنا عن الرياضة وعن الجماهير وتكلمنا بالفساد وعنه أكثر ما تكلمنا على امتداد حياتنا عن المنسف والمقلوبة حتى صرنا نشعر بان همنا ان نرى فضيحة لمسؤول لتصبح حكايتنا اليومية.
تكلمنا عن كل ما ذكرنا..بينما غابت عنا غزة والشهداء وقضية اللاجئين وقضم القدس ويهودية الدولة وقضية سوريا وصفقة القرن بكسر القاف حتى أصبح التطرق لمسالة سيقان الفاضلة مايا أهم من كل الحديث ومسالة إطلاق إشاعة اهم من كل التفاصيل الهامة في حياتنا وتصديق صهيوني كاذب اهم من كل كلام إعلامنا المشوه
بالامس كنت استمع لشخص يعيد على مسامعي منشورا كان قرأه عبر إحدى الصفحات ويشدد ويؤكد إن المنشور صحيح بل انه عصب حد الجنون وانأ انكر عليه.
المنشور يقول ان احد الأشخاص المسؤولين سابقا تلقى أموالا من الإمارات نظير اقناعه الناس بالتظاهر ضد البلد والعمل على هز استقرارها وهومن اقنع الناس بالنزول للدوار الرابع.
اقسم بالله مجنون يحكي وعاقل يسمع ..فهذا يصدق بأننا شعب يباع ويشترى فيهيننا .والمصيبة ان من يدعي الثقافة والوطنية هو من يتسلم الاشاعه ويروجها ويؤكد عليها بل يصر على أنها حقيقة فإذا ما ناقشته هرب بالصراخ والعصبية وقصة الفساد التي لا يعرف عنها الا اسمها.
الله اكبر دولة لها جيش وامن وشعب ولديها ألف أغنية وطنية تبدأ من طل النشمي من الخندق وتنتهي يحيطنا مش واطي وشخص واحد يضحك علينا بإشاعة .
الغريب في الأردن ان الكل قد اجمع بان هناك فساد مستشري في كل شيء ومرد ذلك إلى سيل التشكيك الجارف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تقبل الناس للاشاعه او رغبتهم في الانتقام من كل مسؤول تسلم مهمة…
والأغرب ان الفساد قد أصبح يتمأسس ويلعب على كل الأطراف بحيث اذا ما دنا سكين الحساب من رقبة فاسد .. وجه السكين نحو رقبة اخرى ولو بالظلم.
أليس مستغربا ان يؤطر الفساد في الأردن بأسماء معينه ..ويبرا منه أسماء قيل ذات يوم أنها منقوعة بالفساد .(ان كان هناك فساد).. واليس مستغربا حجم التنكيل المبرمج بأشخاص وتمجيد أشخاص ربما كانوا هم من أسسوا مراحل الفساد في الأردن ان كان هناك فساد.
أليس من يؤقلم الفساد ويعنصره هو اخطر الأنواع على هذا الوطن فهو لا يريد ان يحارب فساد إنما يريد ان يحارب وطنا ..وما الفساد إلا منظومة كاملة متكاملة.
كل ما يحدث بات يؤثر سلبا على الأردن من ناحية اقتصادية وسياسية وكل الاتهامات باتت تلقي بظلالها على أي منجز وأي أشاعه باتت تكبر وتكبر والمصيبة ان من يتبناها إعلام مغرض للأسف ويقال عنه أردنيا.
والنتيجة مساعدات بح…وثقة الداعمين تبخرت ..والضائقة زادت والأسعار ولعت ..وكل شيء يسير بعكس ما نريد ولم يتحقق شيء مما نريد وما دمنا هكذا فلن يتحقق شيء
لو أردنا الحقيقة التي لا يريد احد أن يغترف بها ..لقلنا إن في قلب كل شخص منا فاسد صغير ينتظر الفرصة ليخرج ويكبر وفي قلب كل منا عنصري صغير يجب ان نقتله قبل ان يقتلنا.
…وما أدل على ذلك إلا إننا على مواقع التواصل الاجتماعي أنبياء … وطنيون..نحارب الفساد..والعنصرية والإقليمية .لكننا في الواقع نحارب الوطن بالإشاعات والاتهامات والتشكيك والتنظير مما يعني إننا شعب مفصوم …
من يغذي كل هذه القصص ويطلق مثل هذه الحكايات إنما يريد ان يزيغ إبصاركم وعقولكم وقلوبكم عن قضايا فيها مصير أوطان وشعوب ومقدسات .وشهداء ..أفلا تعقلون … نعم هناك فساد فلنوقفه بمقاطعته …ولا نعيد إنتاجه…أما ان نسترد فلسا واحدا ..فذاك أمل إبليس بالجنة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى