امر الدفاع 9

امر الدفاع 9
جميل يوسف الشبول

سنوات عجاف مرت على المواطن الاردني قضت على الطبقات الاجتماعية الدنيا فافلس من افلس وسجن من سجن وهرب من هرب وانجازات رسمية بالقاء القبض على عشرات الالاف من المطلوبين والتهم مالية ولا فرق بين المدين بدينار والمدين بمليون دينار وامن البلد مسخر لخدمة راس المال.

اغرقت السجون بالنزلاء ونحتاج الى تحويل ما لدينا من مدارس لتحويلها الى سجون للمطلوبين فيما لو قررهؤلاء تسليم انفسهم طواعية هربا من الجوع بسبب كورونا وانعدام الدخل.

الاجراءات الحكومية في مواجهة كورونا مقدرة لكنها انطوت على مخاطر اكبر من مخاطر كورونا وهي توقف دخول المواطنين بما قد يفضي الى الموت كما هو كورونا وتدرك الحكومة ذلك.

مقالات ذات صلة

اشعرتنا الحكومة بفضلها علينا نحن ابناء الشعب الاردني بانها ولاول مرة لا تعاملنا كالقطيع فاحسنت الينا واكرمت وفادتنا عليها فهي الاصل ونحن الضيوف في وطننا فلها منا كل الشكر والامتنان ونسأل الله ان تستمر في تعاملها معنا دون العودة الى قصة القطيع.

تدرك الحكومة ان الجوع نتيجة الحضر سوف يطال الكثير من ابناء الشعب الاردني فبادرت بامر دفاعها التاسع ان تقدم مساعدات للشعب حسب الخريطة التي شرحها لنا رئيس الوزراء والتي تؤكد ان من يتولى امر هذا الشعب منسلخ تماما عنه و يريد ان يتنصل من مسؤولياته الوظيفية والاخلاقية عبر اشباعنا كلاما لا يسمن ولا يغن من جوع.

على الحكومة ان تمد يدها لكل طالب للمساعدة من الشعب الاردني وعليها ان لا ترد طلبا لاي مواطن غنيا كان ام فقيرا فالذي يملك العقارات ولا يستطيع ان يبيع شيئا منها نتيجة الحصار ولا يملك نقودا لشراء حاجياته يستحق المساعدة الان على ان يقوم بالسداد لاحقا فالحكومة التي تجاوب المواطن ان لديه سيارة قيمتها 3 الاف دينار ولا يستحق دعم الخبز تستطيع ان تقول له ساعطيك حتى تبيع سيارتك ولن اعاملك معاملة القطيع.

اما من يقبع في حفرة الفقر او من يقف على حافتها فالمطلوب منه ان يقدم طلب المساعدة وعليه ان ينتظر عشرة ايام للموافقة وعشرة مثلها لاستقبال طلبات الاعتراض ليتم صرف مبلغ لا يكفي لاستمرارية العيش وهي تعلم انه بحاجة لمثل هذا المبلغ اليوم ان استحقه حسب مسطرة الحكومة ومقياسها .

ما ورد للحكومة من مساعدات خارجية وداخلية عكس حالة الحكومة مع شعبها فالمساعد الخارجي حرم الحكومة من الكاش واتى بما ينفع الناس فاتى مشكورا بالاجهزة ورأينا ان حكومات تتبرع لنا بما قدمه صاحب دكان في الاردن وكان عينيا لا ماديا ، حتى المتبرع الداخلي لم يقدم اكثر من سبعين مليونا وهذا يؤكد ان الثقة منزوعة داخليا وخارجيا.

الاردني لا يتوانى عن نصرة غيره والاردنيات قدمن مصاغاتهن الذهبية دعما للاشقاء فما الذي جعل الاردني ينكص عن دعم وطنه ويعرض عن دعوة حكومته والجواب بانعدام الثقة والمصداقية بين المتبرعين الكبار والحكومة لعلمهم ان هناك من هو اولى بالتبرع او باعادة الحقوق الى اصحابها.

هناك طريق واحد لمواجهة الازمة والنهوض في الوطن يصرون على عدم سلوكه والتلكؤ في تنفيذه ولا سبيل للهروب من المسؤولية فاما ان تبادر او تفرض عليك المبادرة فمن قدم للاردن قرشا خلال العقدين الاخيرين من الزمن يعرف مستودعه ومقره فافعلوا وكونوا ابطال منقذن للوطن او اذهبوا كما ذهب غيركم وكل مر سيمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى