امريكا ؛ داخل النص / يسار خصاونة

امريكا ؛ داخل النص

من فائض القول أن أمريكا بلد المؤسسات ، وأن رئيسها والطاقم الوزاري ينفذون سياسة دولتهم وليس رغباتهم ، وهم بالتالي خاضعون للمحاسبة والمساءلة ، ويستمد الرئيس قوة قراراته من خلال المستشارين في كل الأمور التي تهم الدولة داخلياً وخارجياً ، ومن التقارير التي تصلهم ومعها مفاتيح القرار .
إذن لا شخصنة في الحكم ، ولا تسلط للذات والأنا التي عندنا هي متورمة ، إن غاية الحكم مصلحة أمريكا ، غاية السلطة الهيمنة على العالم قدر المستطاع .
إن ما يجري كل أربع سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية درس متكرر لكل العالم بأن القرار للشعب ، وليس لذوي السلطة ، ولا ذوي الجاه ، وذوي الربطات الأنيقة والعباءات المذهّبة ،فالشعب الذي يملك ارادته هو الذي يحقق السيادة الى وطنه ، وان السلطة التي لا تخون الشعب بتزوير رادته سلطة عادلة و غير عاجزة ، وما رأيناه في الانتخابات الأخيرة أن اوباما كان وما زال رئيس الدولة ، وقد كان داعماً قوياً لكلينتون ، ومع ذلك لم يستطع هو ومن معه أن ينتزع الفوز لها ، لأن الأمر هو بيد الشعب الذي يرى ما يريد . لقد رأى الشعب أن ترامب هو الأقدر في هذه المرحلة من كلينتون على خدمة مصالح امريكا الداخلية والخارجية فلم يأبه بما يقوله الاعلام ولان العقل المثقف لا يظلل ؛ وأن الشعب الواثق من دولته لا ينهزم ، فقال لمن كانت صراحته جارحة بدليل صدقه نعم ، فلا عيب بخطاب لم يخدع فيه احد ،لان العيب ان يكذب على الناس بلغة منمقة ، لقد كان ترامب عاريا من ثياب التصنع والزييف فلم يكن ملاكا طاهرا او قديسبا يريد الفوز بالحيلة والنفاق والرياء فعبر عن حقيقته كانسان وكما هي النفس البشرية بطبيعتها الخاطئة ولكنه لم يكذب ، لقد كنا امام ظاهرة لسلطة اخلاقية تُحترم لصدقها وشعب انساني حر ومثقف يعرف ان من يمتلك ارادته بعقلة هو الذي يحقق السيادة الى وطنة ، فإلى متى سنبقى نعيش الاخداع ونقول لمن يغتصبنا بملء الفم نعم ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى