الى شبابنا المهاجر

مقال الخميس 13 – 6 – 2024

تظهر لي فجأة #فيديوهات_قصيرة لشبابنا الذين #هاجروا عبر #المكسيك الى #الولايات_المتّحدة ، متحمّلين كل #الصعوبات والمخاطر والاحتمالات في رحلة البحث عن عيش كريم ..وهنا لا أملك حق لومهم لأنني لا أقبل على نفسي التنظير على #شباب يتسرّب العمر من بين أيديهم ويرون أن عداد الايام يمضي وهم وقوفاً مثل الأشجار ، ولا أستطيع أن أشجّعهم على ما قاموا به ، فانا كأب ،كأردني ، كإنسان ، قلبي ينفطر عندما أرى أبناءنا يبعدون عن وطنهم مخيرين ومكرهين في ذات الوقت..
اكتب اليكم وقلبي مجروح من الداخل يا ابنائي ، اذا كان هذا خياركم وقراركم ، فليكن ، لكن أرجوكم لا تسيئوا لنا ، لا تسيئوا لوطنكم ، واهلكم وشعبكم ، وامتّكم، شقوا طريقكم الذي اخترتموه لكن دون أن تؤذونا أرجوكم..بعض الفيديوهات التي شاهدتها تسيء لكل مسلم وعربي وأردني ، من المبالغة في الانبهار بأمريكا ، وتحقير إرث “القرية” امام اتساع الولاية ، السلوك في بعض الفيديوهات مخجل ، البعض يتطفل على أمريكيين وأجانب ،يسمعهم مصطلحات ويقوم بحركات لا تليق بنا ، البعض الآخر يقيم الدحيّة أمام مول ، البعض يضع شماغاً وعقالاً على رأس أمريكي ويدعوه أن يدبك معه، البعض يحاول الكسب والتخريب واستخدام المرافق بطريقة مستفزّة ..ليعطي انطباعاً عن فارق “التخلّف” و”التحضّر” مع أننا في الواقع لسنا هكذا..
ان وصلتم الى هناك ، فلتكن البداية ، شقوا طريقكم بالعمل والنجاح والاجتهاد ، اعطوا انطباعاً جيداً عن أخلاقنا ، ولطفنا ، وعدلنا، وانسانيتنا، وديننا، وارثنا المحترم ، اعطوا انطباعاً اننا أصحاب حضارة وأصحاب مبادىء وأصحاب خلق…
اياكم ان تسيئوا لحضارتنا وتاريخنا وهويتنا…فهذه ليست فهلوة ولا شطارة ولا خفة دم.