الوطن للأغنياء والوطنية والإنتماء للفقراء
يبدو أنه لم يبقى لدى هذا الشعب إلا أن يبيع نفسه للوفاء بمديونيةَ هذه الحكومة المتهالكة وما سبقها من حكومات مفلسة فكريا وإبداعيا وليس لديها من حلول للأزمة الإقتصادية التي يعيشها هذا الوطن سوى الإنقضا ض على جيب المواطن الذي أصبح لا يقوى على المزيد من الهجمات , حكومة قاصرة التفكير مشلولة الحراك والإراده تعاني من ضعف فريقها الإقتصادي الذي أصبح يمثل جزءً من المشكلة الإقتصادية وليس جزءً من الحل وحتى لو تغيرت الوجوه لكن السياسات تبقى مكانها طالما هي لم تسبر في أعماق المشكلة فبدون المحاسبة على الأخطاء لن تقوم لنا قائمه وسيبقى الحصاد المر هو المصير المحتوم .
فالى متى يبقى الشعب المثقل الأعباء يتحمل نتائج سوء الإدارة الحكومية للأزمات التي تعصف بهذا الوطن ؟ وهل أصبح ا لمواطن دائما هو كبش الفداء؟ متى تتوفر الإرادة الحقيقية للإصلاح بعيدا عن الطبقات المعد مة من هذا المجتمع ؟ أما الفاسدون الذين يعيثون خرابا بهذا البلد هؤلاء الذين نهبوا خيراته ولا زالوا فهم فوق مستوى الشبهات إنهم لم يجدوا من يحاسبهم ويردعهم بقوة الحصانة التي يتمتعون بها ويشربون الأنخاب فوق أجسادنا المحطمة فالقانون لا يطبق على القوي وإنما يطبق على الضعيف في هذا الزمن الأعوج .
لقد أصبحت الحكومة عندما يبدي المواطنون حنقهم وغضبهم من سياساتها العقيمة في معالجة قضاياهم الحياتية تستخدم بالون التنفيس المسمى الأمن والآمان وكأن ذلك منة عليهم مع أنه من صميم واجباتها نحوهم بل وتذكرهم بما يحدث بالأقليم من حولنا إن هم تجاوزوا كثيرا في التعبير عن قهرهم مستخدمة ذلك البعبع لكبح جماح شعب يغلي على صفيح ساخن ولا يجد من يطفىء النار المشتعلة من تحته .
غلاء أسعار فادح وضريبةً تلو الضريبة ونقص أدوية حاد ومدارس منتهية الصلاحية وفوق ذلك لا أحد يرحم إننا لم نعد قادرين على الوفاء بإلتزامات بيوتنا فإما أن نرحل من منازلنا ونبني الخيام ونصبح لاجئون في وطننا وننتظر المساعدات التي لا تأتي وإما أن نبقى نركص وراء لقمة العيش ولا نلحقها فقد خذلتنا أقدامنا ولم تعد تقوى على الركض أكثر من ذلك , ختاما أقول إن أطفال الذين سرقوا قوت المواطن لا يعرفون برد الشتاء القارس ولا حر الصيف اللاهب فقد أصبح الوطن للأغنياء والوطنية والإنتماء للفقراء أما آن لهذا الليل الطويل أن ينجلي ليولد فجر جديد .