الوطني والوطنجي …المواطنة والهوية

#الوطني و #الوطنجي#المواطنة والهوية

بسام الياسين

#مواطن متهالك.جسده كعربة معطوبة.فقدت كوابحها،فهوت الى وادٍ سحيق.انتشالها اصبح مستحيلاً.تجاعيد وجهه تفضح اعماقه، وبؤس ملامحه تُفصح عن مدى شقائه. #الحكومات المتعاقبة،اعمت بصره واطفأت بصيرته،فماذا تنتظرون منه ؟ّ!.تعطلت بوصلته واخذ يمشي على غير هدىً.سجنوه في قفص الاحكام العرفية حتى فقد نطقه،ثم شلوا حركته بقوانيين الدفاع الكورونية المتحورة التي لا يُرء منها.

حرمّوا عليه الكتاب والانتساب للاحزاب، خوفاً ان تتلوث افكاره.فرضوا عليه ان يكون ابيض كحمام مكة، لا يعرف الا البقبقة طلباً للعلف والتسبيح بحمدهم بعد كل شربة ماء عليه ان يرفع راسه شكراً للسماء كدجاج المزارع. ينصاع لما يريدون رغم انفه،مع معرفته ـ انهم ـ غرابيب سود لا تجر الا الخراب. يعرف ان حبهم للوطن غنيمة فيما الحب عنده عقيدة ذروتها الشهادة وادناها التضحية.هذا التناقض دفعه الى حرب مفتوحة معهم،فكبيرة الكبائر بنظره،ان تتورم ارداف النخبة وتموت الامة،ويبني النخبوي قصرا بينما المواطن غير قادرة على دفع اجرة سكنه.

مقالات ذات صلة

اوهموه ان ـ الوعي والشغل بالسياسة ـ اخطر على الوطن من فساد النخبة. وهددوه ان من يعصي اوامرهم،يمنع من السفر،يطرد من العمل،تُحّرم عليه اللقمة،يتم تشويه سمعته،اما ان زاد منسوب وعيه،فالاقامة في بيت خالته حتى يصاب بهشاشة في عظامة.فلسفتهم المغلوطة ان خراب الوطن،ياتي من اهل”المبادي” لا من عتاولة الفساد الذين نهبوا البلاد، والجلادين، الذين زرعوا الكراهية لدى الكافة كافة،ها هو الوطن والمواطن يدفعان ضريبتها الباهظة.

تقول منظمات حقوق الانسان :ـ ” التوسع في بناء السجون العربية، لم يكن سببه زيادة السكان بل لقمع الحريات وتقزيم الديمقراطية بالتزوير،لكن الشبكة تجاهلت او تناست زنازين الاجهزة والتوقيف الاداري،فالسجون للمفارقة، تُبنى على احدث الاسس الهندسية،وميزانيتها متوفرة بينما مدارس العلم متهالكة تكاد تقع على رؤوس الطلبة.الادهى انها بلا مختبرات علمية ولا ملاعب رياضية.مااحدث ثقوباً سوداء في عقول الناشئة،ومراكمة الخزعبلات في ذاكراتهم،فصاروا يتحدثون بمنطق الببغاوات.

مواطن تعيس، وضعوا على رأسه اكليل شوك،اجبروه على السير في درب آلآلآم يجرجر بقدميه الداميتين ،مسؤوليات جسام ،تعجز عن جرها البغال.فإنطفأ بداخله الق الانتماء،و صارت دعاءه اناء الليل واطراف النهار وبالاسحار :ـ ربي اعطني كفاف يومي وكفناً يليق بنهايتي. ربي قد ضاقت أحلامي حتى اصبحت بمساحة معدتي،فانقلب احساسي بانني لست انا بل دابة تدب على اربعة .

المواطن شريك في الحكم و في الثروة،في كل بقاع الدنيا،لكنه محروم عندنا.دائما يقبع في طرف الصورة،إن لم يكن خارجها.هو لزوم ما لا يلزم، لكنه لازم لدائرة الضريبه، لتبادل اقذع الشتائم على المدرجات،لنشر البسطات على الأرصفه، لإطالة طوابير الإنتظار، لتحرير مخالفات الكمامات، للتسول على الاشارات، للتصفيق في المناسبات،لاستكمال ديكور الانتخابات، لتجارب بالونات الإختبار، لقياس الود المفقود مع الحكومات، وفقدان الثقة بالنواب.

الجهلة في علم النفس والاجتماع والتاريخ يجهلون،انه صموت كالانهار العظيمة، تراها ساكنة على السطج وفي اعماقها تصطخب البراكين،و صبور كجمل المحامل ،لكنه غضوب .فلا تستصغروه ولا تسجنوا روحه بذل الحاجة.فالله كرمّه وخلقه في احسن تقويم، وما زلتم تصرون على ان تستقردوه للنطنطة كقرد الغابة من شجرة لشجرة للحصول على قوت يومه. فاتقوا الله فيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى