سواليف
الوسواس القهري الفكري اضطراب الوسواس القهري يعني سيطرة فكرة معينة على ذهن الشخص المريض، وملازمتها له خلال صحوته على الرغم من أنه قد فكرَ فيها بعناية، واتخذ قراراته بخصوصها، إلا أنها لا تفارق ذهنه ومع اقتناعه التام أنه لا يجب أن يفكر فيها، مثل تفقد الغاز في المطبخ عدة مرات متتالية، أوغسل اليدين باستمرار.
قد تراود الأفكار الوسواسية أي شخص خلال حياته، إلا أنها تزول سريعاً على عكس المرضى، حيثُ إنها تلازمهم ويشعرون بالقلق حيالها، وأحياناً بالألم إن حاولوا إبعاد الفكرة عن أذهانهم، كما يعيقهم هذا المرض عن أداء الكثير من نشاطات حياتهم، وقد يقوم بعض مرضى الوسواس القهري بإيذاء أنفسهم بدون أي وعي منهم.
من أعراض الإصابة الوسواس القهري ما يلي :-
تحدث الإصابة بمرض الوسواس القهري عادة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة، أي قبل بلوغ العشرين من العمر، وتصيب الذكور والإناث بنفس النسبة تقريباً, ويتأخرتشخيصه في أغلب الحالات؛ لأن المرضى لا يعرفون أنهم مصابون به، ولا يعرفون ما هي الأعراض المرافقة لهذا المرض.
أعراض مرتبطة بالأفكارالقهرية : وهي عبارة عن أفكار وشكوك تراود الشخص باستمرار، مثل الأفكار المرتبطة بالنظافة، واستحواذ فكرة جمع الأشياء، وتناسق الملابس أو الأثاث، واستحواذ أفكار العنف وأفكار دينية وغيرها الكثير.
أعراض مرتبطة بالسلوكيات القهرية : تأتي هذه السلوكيات عندما يحاول المصابون بمرض الوسواس التخلص من الأفكار القهرية عن طريق القيام بسلوكيات مختلفة مثل غسل الأطباق بشكل متكرر، والمراجعة، والتدقيق في الأمورعدة مرات، والقيام بجمع الأشياء وغيرها من السلوكيات المختلفة.
أسباب الوسواس لم يستطع العلماء حتى الآن تحديد سببٍ واحدٍ ومباشرٍ للوسواس القهريّ، ولكن هناك مجموعةٌ من العوامل البيولوجيّة والبيئيّة التي قد تكون سبباً لهذا المرض وهي: أسباب بيولوجية وتقسم الأسباب البيولوجية التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهريّ إلى نوعين: الاستعداد الوراثي، فالوراثة أيضاً قد تلعب دوراً في الإصابة بهذا المرض، فالأولاد معرضون للإصابة بالوسواس بشكلٍ أكبر إن كان الآباء يعانون منه.
1- أسبابٌ لها علاقةٌ بالمخ: حيث بينت دراساتٌ لصور الدماغ أنَّه قد يوجد اختلافٌ بين دماغ المصاب بالاضطراب الوسواسي القهري ودماغ الإنسان السليم؛ فقد يوجد نشاطٌ زائدٌ في أماكن معيَّنة من الدماغ، وخاصة الأماكن المسؤولة عن الانفعالات القوية.
2- أسباب بيئيّة وللبيئة المحيطة بالفرد منذ طفولته دور كبير في حياته، ومن العوامل البيئية التي قد تكون سبباً في الوسواس القهريّ: التعرّض للإساءة أو الاستغلال. المرض. التغير في البيئة المحيطة وطرق المعيشة, التعرض لصدمة نتيجة موت شخص قريب. تغيراتٌ ومشكلاتٌ في المدرسة أو مكان العمل, المشكلات في العلاقات مع المحيطين.
تشخيص الوسواس القهريّ هناك العديد من الفحوصات الطبية والنفسية التي يقوم بها الأخصائي لتشخيص مرض الوسواس القهريّ، حيث يستبعد بها أي أمراض أخرى لها أعراض مشابهة لأعراض الوسواس القهريّ، ومن هذه الفحوصات:
الفحص الجسدي السريريّ. التحليلات المخبريّة. التقييم النفسي المباشر من قبل المختص. علاج الوسواس القهريّ يشعر المصاب بالوسواس القهريّ بالخجل، وقد يمنعه ذلك من طلب المساعدة، وهذا قد يفاقم الحالة ويجعل عملية العلاج أصعب وأطول، فكلما كان العلاج في المراحل المتقدمة فإن طرق العلاج ستكون أسهل وفعاليتها أكبر، فإذا كان هناك اشتباهٌ في وجود مرض الوسواس فيجب مراجعة المختص لتقييم الحالة وتشخيصها وإجراء اللازم فوراً.
إن علاج مرض الوسواس القهريّ ممكنٌ وواردٌ جداً، خاصةً إذا تظافرت أساليب العلاج واجتمعت، ومن أنواع علاج الوسواس القهريّ:
1- العلاج النفسيّ يقوم هذا العلاج على استخدام طريقة “العلاج السلوكيّ المعرفيّ” حيث يتمّ تعليم المريض من خلال جلسات محددة الطريقة التي يمكنه من خلالها مواجهة مخاوفه، سواءً بالتخيل أو بالمواجهة المباشرة لتلك المخاوف، ويتم تعليمه كيف يسيطر على خوفه، وعدم تهويل الأحداث وترك التفكير الزائد أو المبالغ فيه بالأمور، كما ويعدّل هذا العلاج المفاهيم والأفكار الخاطئة لدى المريض والتي تسبب له الوسواس القهريّ.
2- العلاج بالأدوية ويُستخدم العلاج بالأدوية لو رأى الطبيب المختصّ الحاجة لذلك، فقد يتم إعطاء المريض أدويةً مضادةً للاكتئاب لأنها ترفع نسبة السيروتونين التي قد يظهر لدى المصابين بالوسواس القهري نقصٌ فيها، وقد يتمّ استخدام الأدوية المضادّة للذهان. ومن المهم إبقاء الطبيب على علم بكل الأعراض الجانبيّة التي قد تحدث عند تعاطي الدواء أو أي أدوية أخرى يأخذها المريض عادةً، أو المكملات الغذائية والفيتامينات وغيرها.
3- طرق علاجيّة أخرى في حالاتٍ متطورةٍ من هذا المرض قد يلجأ الأخصائيّ المعالج إلى عزل المريض وإدخاله قسم الأمراض النفسيّة، أو قد يلجأ لعمل صدمات كهربائية للمريض، ولكن هذه طرقٌ علاجيّةٌ نادرةٌ وأقل اتباعاً ولا تُستخدم إلا في الحالات الحادة والمتقدمة من المرض، ولم تثبت فعاليتها حتى الآن، كما لم يتم اختبارها بشكل كافٍ.
اعتراف الشخص بمرضه والتحدث مع الأطباء المسؤولين من أجل تشخيصه بشكل صحيح. خضوع المريض للعلاج النفسي السلوكي للتخلص من هذا المرض, الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، والتي تحتاج أحياناً إلى وقت طويل حتى يظهر مفعولها.