سواليف – تستعد مدينة «هلفيتي» بولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا، لاستقبال مزيد من السياح هذا العام بعد توفير كافة المرافق السياحية فيها.
ودخلت المدينة عام 2013 ضمن المدن العالمية الهادئة أو البطيئة (في التطور العمراني) والتي تشرف على تصنيفها شبكة «سيتا سلو» الدولية.
حافظت المدينة على آثارها ومعالمها التاريخية منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا.
تُعد بيوت هلفيتي من أهم الأمثلة على العمارة الحجرية، حيث بنيت كل البيوت من الأحجار ويحوي كل منها على فناء كبير، وتطل معظمها على نهر الفرات الذي يقسم المدينة إلى قسمين.
ويربط بين ضفتي المدينة جسر أطلق عليه سكان المنطقة اسم «غاردان» وتعني القلادة لشكله المتدلي فوق عنق النهر.
وتتربع قلعة الروم أو قلعة المسلمين، ولها أسماء أخرى مثل «شيتامرات» «الزرين» على تلة تشرف على المدينة، وتحولت بعد إنشاء سد بيراجيك إلى شبه جزيرة، يصل إليها السياح بالسفن.
وتشتهر المدينة بالورود السوداء (قره غول) التي لا تنبت في أي منطقة في العالم وبسبب إنشاء سد «بيراجيك» (Birecik) غمر قسم من المدينة تحت نهر الفرات ولذلك تعرف بـ»المدينة المفقودة» أو «الجنة المخفية». وتعتمد شركة «بينهاليجون» البريطانية للعطور على الورود السوداء الفريدة، في صناعة أنواع خاصة من العطور، وتتميز وردة قرة غول بشكلها الفريد من نوعه، وعطرها الساحر المستمد من التربة التي تنبت منها، ولونها الذي يجذب أنظار السياح المحليين والأجانب.
و يحتل عطر هلفينتي، مكانة مرموقة بين العطورات الأغلى في العالم، حيث يباع 100 ميللي ليتر منها بـ 164 يورو. وقال رئيس مجلس المدينة نهاد أوزدال في تصريحات للأناضول: «توجد في المدينة 122 سفينة من أجل خدمة السياح، الوكالات السياحية تنظم رحلات منتظمة لمدينتنا».
وأعرب أوزدال عن تفاؤله في ارتفاع عدد السياح هذا العام.
ومن جانب آخر أشار صالح قورت أحد المستثمرين في قطاع السياحة بهلفيتي، أنّ أول مجموعة سياحية وصلت المدينة كانت في شهر شباط الماضي، قائلاً: «عادة يبدأ الموسم السياحي في مدينتنا في شهر نيسان إلا أننا بدأنا موسمنا هذا العام في فبراير ، كل المؤشرات تدل على أن الموسم السياحي سيكون مزدهرا هذا العام».
وأضاف «عدد السياح في المدينة بالوقت الحالي مرتفع، وصل إلى 70 بالمئة، بعد منتصف أبريل (نيسان) نتوقع أن يرتفع عدد السياح بالنسبة للطاقة الاستيعابية للمدينة إلى مئة بالمئة، وهو ما يقارب من مليون سائح طوال الموسم. وأشار قورت الى أن مدينة هلفيتي هي «جنة مفقودة» في تركيا ومن المناطق التي لا بد للشخص أن يزورها.
أما المستثمر تامر أوزغول فأعرب عن سعادته لبدء الموسم السياحي في مدينتهم بزخم كبير، خصوصا في عطلة نهاية الأسبوع، مبينا أن سواح مدينتهم من الأجانب والمواطنين الأتراك.
تجدر الإشارة أنّ «سيتا سلو» بدأت كحركة في إيطاليا، تمتدح بطء التطور العمراني في المدن، تحولت إلى فلسفة حياة للمدن وأصبحت جمعية تتوفر على شبكة دولية وعلامة مسجلة.
ومن شروط تصنيف المدن ضمن قائمة المدن الهادئة، ألا يتجاوز عدد سكان المدينة 50 ألف نسمة. وأن تتميز بمناظرها الطبيعية وأن تكون محافظة على ثقافتها المحلية، وألا تحوي على أي مطاعم للوجبات السريعة الغربية، ومراكز التسوق الضخمة.
الاناضول