#الواقع و #الحلم … #الصفدي و #سموتيريش
#بسام_الياسين
بائسة ،مشبوهة، مشوهة، #الكتابة #المقصوصة_الاجنحة.غير صالحة، الا للنطنطة كعصفور نتف ريشه.لذلك، ما لم تدخل الكتابة، الاماكن المحظورة وتفرض هيبتها. حُكما هي بلا قيمة ولا مبرر لوجودها.لإجل هذا على الكاتب،ان لا يتصاغر،امام الحدث مهما كبر، بل ينظر اليه بروية الحكيم، ورؤيا زرقاء اليمامة،والا حُشر في زمرة الكذبة.فالذي يُغير لون جلده كالحرباء،ليتماهى مع المرحلة،هو يسعى لمغنم او رتبة.هو من اهل النفاق والمصلحة،كالمندلقين تطبيعاً مع اليهود،والموقعين على وادي عربة.فما تركته المعاهدة ـ عليها اللعنة ـ،من سلبيات على واقعنا،وندبة على جباهنا.كشفت مقدار عجزنا وهشاشة استقراءنا للمستقبل.
بعد مسيرة عربة، وادي عربة، على سكة صدئة بلا بوصلة.ادرك الجميع، ـ عامة ونخبة ـ انها لم تكن حلاً بل مصيدة،وصورة معتمة لسياسات فجة، كشفها الناس بالملموس انها طعنة بالخاصرة،ما استنهض في وجداننا، مشاعراستعادة تاريخ دم شهدائنا، وانها ليست معاهدة انما املاءات، فاتورتها باهظة.
اذا،لا محرمات بالكتابة حين الدفاع عن الوطن،فالكلمة المقاومة دونها الرقبة،ولا خطوط حمراء امامها.هي فيصل بين الحق والباطل،السياسة والدهلزة،الاستقامة والطرق الالتفافية، الوضوح والعتمة،الهيكل المزعوم والصخرة المشرفة،التهاون والصلابة،ميوعة الموقف والصرامة،الاردن االعظيم المرسوم بالتضحية،وخارطة الصهاينة التي تضعه تحت ابطها.الكتابة اذاً، ميثاق شرف،لا فرقعات باهتة .
لذا علينا الارتقاء بخطابنا السياسي،من رخو مطاطي الى نقدي يسعى للمعرفة، وحارس،للدفاع عن الارض والقيم العُليا. ففي ظل نضج شعبي،فان لعبة الاستغماية انتهت،فالامور اصبحت سافرة والساسة بلا اقنعة،اما الذين يختبئون خلف الجعجعة نقول لهم :ـ لم تعد،تُخفى على احد خافية،رغم غياب الشفافية وتحريم الكلمة…فكلما اتسعت دائرة التجريم، ضاقت العبارة وانكمشت الحرية،لكن تكنولوجيا المعلومات،خلعت ورقة التين عن عورة المعلومة.كبسة زر او نقرة كمبيوتر،تأتي اليك المعلومة صاغرة،ولو كنت على ظهر ناقة اوساكن خيمة.
حركات الصفدي ايمن الجسدية، في المؤتمر الصحفي،واستنطاق تعبيراته، دلَّ انه لا يملك القدرة على المحاججة، وليس في جيبه،سوى كلمات قاموسية، عفا عليها الزمن، وبدا كأنه الحاضر الغائب مع ان الحدث حدثه، لكن حديثه اشبه بنص صامت،يغلب عليه الحيرة.
على الضفة المقابلة، يقف سموتريتش،خلف خارطة تضم الاردن،مزنرة ببندقية.ما يدفعنا لمجموعة اسئلة متتالية :ـ مصير المعاهدة،التنسيق الامني، التجارة البينية،الماء،الغاز،وجدوى رفع العلم الاسرائيلي في سماء عمان العروبة والاسلام.
ما شاهدناه اما سموتريتش، ليست خارطة، بل حلم توراتي وعقيدة دينية،يجري تطبيقها على الارض، خطوة خطوة،كالحلم الصهيوني بفلسطين،خطوة خطوة انتهى باحتلال احلالي.فالاردن في مرمى الاطماع اليهودية.النشيد الوطني ـ هتكفاه ـ، على امتداد فلسطين المحتلة ـ الضفة الغربية لنا والشرقية لنا.ما فعله سموتريتش رسالة،ان الاردن لنا.لمعنى ان الاردن لم تشفع له المعاهدة،ولم تلجم شهيته الخطوات التطبيعية.
.الغرابة ان الصفدي،كان في المؤتمر، كمن يغني في طاحونة وحده.الاجدر به، في مثل هذا الموقف العظيم، ان يحرق اوراق المعاهدة،ثم يهدم المعبد على من فيه لا ان يرممه