” النية و الحيلة ” / د . محمد شواقفة

” النية و الحيلة ”

وافقت الحكومة على إشراك الشعب في تسيير امور البلاد و مشاورتها في كل القرارات المصيرية…. و وسط دهشة و عدم تصديق و بين مؤيد متفائل و معارض متشكك…. التهبت مواقع التواصل بين من يمجد و يهلل بأفكار القائد الملهم و لكن بعض المتشككين و الذين لا يثقون بالدولة و لو حلفت مئة يمين…لم يعجبهم العجب… كصيام رجب
دعت الحكومة لمشروع يستفيد منه كل الشعب و قررت منح الاراضي مجانا و قررت تقديم الدعم من مياه و اسمدة و تراكتورات للحراثة و كل ما يلزم و لكنها اشترطت على المشاركين بانها
ستقتسم المحصول بنسبة 50% بينها و بين المشاركين و لها و الخبراء الاجانب اختيار المحصول المناسب..فكان ان ترك الناس أراضيهم و توجهوا لمشروع الحكومة الكريم.. فكان الاتفاق على ان ما فوق الارض سيكون للشعب و ما تحت الارض للحكومة….فرح الجميع ووافقوا و لكن الخبير اشار عليهم بزراعة الارض بالبصل… و بالطبع لم ينل الشعب سوى اوراق البصل الخضراء اليانعة و كان محصول البصل غنيا و مجزيا للحكومة….
شعر الشعب بالغبن و القهر و نظموا مسيرات و مظاهرات يطالبون برفع الظلم و انصافهم… و كان مطلبهم بانهم يستحقون ما تحت الارض… و تحت ضغط الجماهير رضخت الحكومة لطلب الشعب و ووافقت على مطالبهم و لكن الخبير اشار حينها بزراعة الارض بالقمح هذا العام…. و فعلا نالت الحكومة كل الغلال الوفيرة و لم ينل الشعب سوى مزيد من الحسرة و الغبن…. و قد باتت أراضيهم بوارا لعدم زراعتها لموسمين…
عندها انتفضت الجموع الغاضبة و طالبت الحكومة ان تترك لهم الارض الخصبة و لهم ما تنتجه سواء فوق او تحت الارض….. و لتكتف الحكومة باستصلاح أرضهم التي لم يكن يصل اليها الماء لوعورتها و بسبب بوارها.. و بموافقة الخبير بدأت اعمال الاستصلاح بأراضي الشعب…. و كان ان وجدت الحكومة في ارض الشعب دفائن و مقتنيات لم يعرف احدا مصيرها…. لم يحتمل الشعب ملازمة سوء الحظ لهم….. و راحوا يتندرون فيما بينهم غيرة و حسدا…. فعلا الحيلة غلبت النية….
و الآن الشعب بانتظار الفرج و لا يعلمون من اين ستأتيهم الضربة القادمة ….. صراحة حرثت الحاكورة و غير متأكد …. أزرع و لا انتظر ….

“دبوس عالنوايا”…. القصة يمكن تداولها بشكل مقلوب !!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى