سواليف
توقف عدد متزايد من الشركات والأفراد في جميع أنحاء العالم عن استخدام الأوراق النقدية، خوفا من أن العملة يمكن أن تكون ناقلا لفيروس كورونا المستجد.
وقال مسؤولون عموميون وخبراء في مجال الصحة إن خطر نقل الفيروس من شخص لآخر من خلال استخدام الأوراق النقدية ضئيل، لكن ذلك لم يمنع الشركات من رفض قبول العملات وبعض الدول من حث مواطنيها على التوقف عن استخدام الأوراق النقدية تماما.
وأرسلت “أوبن بوكس”، وهي مكتبة غير ربحية في شيكاغو، رسالة إلكترونية للعملاء الأسبوع الماضي تطلب من الأفراد عدم استخدام النقد، كما توقفت سلسلة من المطاعم في ولاية واشنطن عن قبول النقد.
وأنشأت خدمات التوصيل مثل شركتي “غرابهب” و”دور داش” وغيرهما عمليات تسليم “بدون اتصال” وتوقفت عن تقديم النقد كخيار للدفع.
ويرى خبراء أن الدفع النقدي ينطوي على مخاطر انتقال فيروس كورونا، بيد أن الخطر من الأموال النقدية حتى الآن ضئيل مقارنة بطرق انتقال أخرى.
وخلص بحث علمي نشر في وقت مبكر من تفشي المرض أن الفيروس يمكن أن يعيش على الورق المقوى لمدة تصل إلى 24 ساعة وما يصل إلى ثلاثة أيام على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، ومع ذلك، لم يختبر الباحثون ما إذا كان يمكن أن يعيش على الأوراق النقدية.
وقال خبراء الصحة العامة إن وجود جزيئات حية من الفيروس على الأوراق النقدية لا يعني أنها تشكل خطرا على الصحة، ومن غير المحتمل أن تعود جزيئات الفيروس إلى الهواء أو أن تتحول إلى رذاذ مرة واحدة على السطح.
وقالت جولي فيشر، الأستاذة في مركز علوم المجتمع العالمي والمجتمع بجامعة جورج تاون: “ليس من المستحيل أن تكون هناك آثار للفيروس على أوراق الدولار، ولكن إذا غسلت يديك، سيوفر ذلك حماية كافية، ولا يجب أن تحتاج إلى أي شيء آخر”.
ومن المحتمل كذلك أن تكون الأجهزة الأخرى المستخدمة للدفع ناقلات للأمراض، فبطاقات الائتمان والخصم مصنوعة من البلاستيك والمعدن. وأجهزة الصراف الآلي يلمسها مئات الأيدي البشرية في اليوم.
من جانب آخر، يبذل البنك المركزي الأميركي”مجلس الاحتياطي الفيدرالي” جهودا للتأكد من أن الإمدادات النقدية غير ملوثة.
ويجري فرض حجر صحي على الأوراق النقدية المتداولة في أوروبا وآسيا لمدة سبعة إلى عشرة أيام كـ”إجراء احترازي”، وفقا لمتحدث باسم الاحتياطي الفيدرالي.
وفي حين أن الشركات لا تشجع على استخدام النقود، كانت هناك تقارير عن قيام عملاء بعمليات سحب كبيرة من أجهزة الصراف الآلي في عدة أجزاء من أميركا.
واضطرت بعض البنوك إلى طلب أموال إضافية من الاحتياطي الفيدرالي أو إبقاء أجهزة الصراف الآلي مخزونة بمستويات أعلى للسماح بعمليات سحب أكبر للعملاء.
وتجنب الأوراق النقدية لا يحدث في الولايات المتحدة فقط، ففي كوريا الجنوبية، التي كانت أكثر نجاحا في وقف انتشار المرض، قام البنك المركزي في البلاد بسحب جميع الأوراق النقدية من التداول لمدة أسبوعين، وفي بعض الحالات أحرقت نقود ورقية.
وفي إيران التي تعاني أسوأ تفشي للفيروس في الشرق الأوسط. ويعد استخدام النقود أمرا شائعا، ولكن في الأسابيع الأخيرة تجنبه الكثير من الناس، وأعلنت البنوك أنها لن تقبل النقد من العملاء.